للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لمَّا حضرت عبادة رضي الله عنه الوفاة قال: أخرجوا إليَّ مواليَّ وخدمي وجيراني ومن كان يدخل عليَّ، فجمعوا له فقال: إنَّ يومي هذا لا أُراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعله قد فرط نمي إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو والذي نفسي بيده القصاص يوم القيامة، وأحرِّج إلى أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني من قبل أن تخرج نفسي، فقالوا: بل كنت والداً وكنت مؤدباً - قال: وما قال لخادم سوءاً قط - فقال: أعفوتم ما كان من ذلك؟ قالوا: نعم، قال: اللهمَّ اشهد، ثم قال: أمَّا لا، فاحفظوا وصيتي: أحرِّج على إنسان منكم يبكي عليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضأوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجداً فيصلي، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه، فإنَّ الله تعالى قال: {اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصلاةِ} (سورة البقرة، الآية: ٤٥) أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعني ناراً ولا تضعوا تتي أرجواناً، كذا في الكنز.

تخوّف عمر من حساب الآخرة

وقد تقدم في الاحتياط عن الإنفاق على نفسه من بيت المال قول عمر رضي الله عنه لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين استقرضه أربعة آلاف درهم فقال للرسول: قل له: يأخذها من بيت المال ثم ليردها، فلما جاءه الرسول فأخبره بما قال شق ذلك عليه فلقيه عمر فقال: أنت القائل؛ ليأخذها من بيت المال، فإن مت قبل أن تجيء قلتم: أخذها أمير المؤمنين دعوها له، وأؤخذ بها يوم القيامة.

بكاء أبي هريرة ومعاوية حين سمعا حديثاً في الآخرة

وسيأتي في التأثر بعلم الله تعالى وعلم رسوله صلى الله عليه وسلم نشغ أبي هريرة رضي

<<  <  ج: ص:  >  >>