أخرجه ابن سعد عن الواقدي عن عبد الله بن يحيى عن غير واحد من أهل العلم، فذكره مطوَّلاً وفيه: فقدم الطائف عشاء، فدخل منزله، فأتته ثقيف تسلِّم عليه بتحية الجاهلية فأنكرها عليهم وقال: عليكم بتحية أهل الجنَّة: السلام، فآذَوه، ونالوا منه، فحلم عنهم وخرجوا من عنده، فجعلوا أتمرون به، وطلع الفجر فأوفَى على غرفة له، فأذَّن بالصلاة. فخرجت إليه ثقيف من كل ناحية، فرماه رجل من بني مالك يقال له: أوس بن عوف فأصاب أكحَلَه ولم يَرْقَ دمه. فقام غَيْلان بن سلمة، وكنانة بن عبد ياليل، والحكم بن عمرو ووجوه الأخلاف فلبسوا السلاح وحشدوا، وقالوا: نموت عن آخرنا أو نثأر به عشرة من رؤساء بني مالك. فلما رأى عروة بن مسعود ما يصنعون قال: لا تقتتلوا فيَّ قد تصدَّقت بدمي على صاحبه لأصلح بذلك بينكم، فهي كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أخبرني بهذا أنَّكم تقتلوني ثم دعا رهطة فقال: إذا متُّ فادفنوني مع الشهداء الذين قَتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم، فمات فدفنوه معهم. وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم مقتله فقال: مثل عروة.. فذكره؛ وقد تقدَّمت قصة إسلام ثقيف في - قصصه صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأعمال المفضية إلى هداية الناس (ص ١٨٣) .