عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران: ١٤٤) ، إِنَّ مَنْ حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم، ولم يكونوا في دينهم؛ - وإن رجعوا إليه - أزهدَ منهم يومهم هذا، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا على ما فقدتم من بركة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولقد وَكَلَكُم إلى الكافي الأول الذي جده ضالاً فهداه، عائلاً فأغناه، وكنتم على شَفَا حُفْرة من النار فأنقذكم منها، والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله حتى ينجزَ الله وعده، ويوفيَ لنا عهده؛ ويُقتلَ من قُتل شهيداً من أهل الجنة، ويبقى من بقي منا خليفته وارثَه في أرضه، قضى الله الحق؛ وقوله الذي - لا خُلْف فيه -: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ} ، ثم نزل. قال ابن كثير:
فيه انقطاع بين صالح بن كَيْسان والصدِّيق، لكنه يشهد لنفسه بالصِّحَّة لجزالة ألفاظه وكثرة ما له من الشواهد. كذا في الكنز. وقد ذكره في البداية عن ابن عساكر بنحوه.
إنكار أبي بكر رضي الله عنه على من توقف أو أراد الإِمهال في القتال
وأخرج العدني عن عمر رضي الله عنه قال: لما اجتمع رأي المهاجرين - وأنا فيهم - حين ارتدت العرب، فقلنا: يا خليفة رسول الله، إترك الناس يُصلُّون ولا يُؤدّون الزكاة، فإنَّهم لو قد دخل الإِيمان في قلوبهم وقرّوا بها. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لأن أقعَ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أترك شيئاً قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أقاتل عليه. فقاتل العرب حتى رجعوا إلى الإِسلام، فقال عمر: والذي نفسي بيده، لذلك اليوم خير من آل عمر.