الله. عليكم بالجدِّ والقصد، فإنَّ القصد أبلَغ. ألا إنه لا دين لأحد لا إيمان له، ولا أجر لمن لا حِسْبة له، ولا عمل لمن لا نيَّة له. ألا وإِنَّ في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله، لَمَا ينبغي للمسلم أن يحب أن يُخصَّ به، هي النجاة التي دل الله عليها ونجَّى بها من الخِزْي، وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة. كذا في المختصر. وذكره في الكنز مثله. وأخرجه ابن جرير الطبري عن القاسم بن محمد بمثله.
كتاب أبي بكر إلى خالد ومن معه من الصحابة للجهاد في سبيل الله
وأخرج البيهقي في سننه عن ابن إسحاق بن يَسار في قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه حين فرغ من اليمامة. قال: فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد - وهو باليمامة -:
من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن الوليد والذين معه من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان: سلام عليكم. فإني أحمد إِليكم الله الذي لا إِله إلا هو. أَما بعد: فالحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزَّ ولِيَّه، وأذلَّ عدوَّه، وغلب الأحزاب فرداً. فإن الله الذي لا إله إِلا هو قال:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ}(النور: ٥٥) - وكتب الآية كلَّها وقرأ الآية - وعداً منه لا خُلْف له، ومقالاً لا ريب فيه. وفرض الجهاد على المؤمنين، فقال:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}(البقرة: ٢١٦) - حتى فرغ