الله عنه أبناءُ المشركين الذين قُتلوا يوم بدر. فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادَوه وناشدوه: أتحب أن محمداً مكانك؟ فقال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه؛ فضحكوا، وقال خبيب رضي الله عنه حين رفعوه إلى الخشبة:
لقد جَمَّع الأحزاب حولي وألّبوا
قبائلهم واستجمعوا كل مَجْمع
وقد جمَّعوا أبناءهم ونساءهم
وقُرِّبتُ من جِذْع طويل مُمنَّعِ
إلى الله أشكو غربتي ثم كُربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبِّرني على ما يُراد بي
فقد بضَّعوا لحمي وقَدْ بان مطمعي
وذلك في ذات الإِله وإن يشأ
يبارك على أوصال شِلْوٍ ممزَّع
لعمري ما أحفِلْ إذا متّ مسلماً
على أيّ حال كان لله مضجعي
قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه ابن لَهيعة وحديثه حسن، وفيه ضعف. انتهى. وقد ذكر الأبيات ابن إسحاق؛ كما في البداية، فزاد بعد البيت الأول:
وكلُّهم مُبدي العداوةِ جاهدٌ
عليّ لأني في وثاق بمَضْيَع
وزاد بعد البيت الخامس:
وقد خيَّروني الكفر والموتُ دونَه
وقد هَمَلت عيناي من غير مجزع
وما بي حِذارُ الموت إِنِّي لميتٌ
ولكن حِذاري جحم نار مُلَفَّع