قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم خرجوا بخُبَيب رضي الله عنه حتى إذا جاؤوا به إلى التَّنعيم ليصلبوه قال لهم: إن رأيتم أن تَدَعوني حتى أركع ركعتين، فافعلوا. قالوا: دونك فاركع. فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله، لولا أن تظنوا أنِّي إنما طوَّلت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة. قال: فكان خُبَيب رضي الله عنه أول من سنّ هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين. قال: ثم رفعوه على خشبة، فلمّا أوثقوه قال: اللهم إِنا قد بلّغنا رسالة رسولك، فبلِّغه الغداةَ ما يُصنع بنا. ثم قال: اللهمّ أحصِهم عَدَداً، واقتلهم بِدَداً، ولا تغادر منهم أحداً. ثم قتلوه. وكان معاوية بن أبي سفيان يقول: حضرته يومئذٍ مع مَنْ حضره مع أبي سفيان، فلقد رأيته يلقيني إلى الأرض فَرَقاً من دعوة خُبَيب، وكانوا يقولون: إِنَّ الرجل إذا دُعِيَ عليه فاضطجع لجنبه زلَّت عنه.
وفي مغازي موسى بن عقبة؛ أن خبيباً وزيد بن الدّثِنَة - رضي الله عنهما - قُتلاً في يوم واحد، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُمع يوم قُتلا وهو يقول:«وعليكما - أو عليك - السلام. خُبَيب قتلته قريش» . وذُكر أنَّهم لما صلبوا زيد بن الدَّثِنَة رمَوه بالنبل ليفتنوه عن دينه، فما زاده إلا إِيماناً وتسليماً. وذكر عروة وموسى بن عقبة رضي الله عنهما: أنهم لما رفعوا خُبَيباً على الخشبة نادَوه يناشدونه: أتحب أنَّ محمداً مكانك؟ قال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يُشاكها في قدمه، فضحكوا منه. وهذا ذكره ابن إسحاق في قصة زيد بن الدَّثِنَة - فالله أعلم. كذا في البداية.
ما قاله خبيب في حب النبي صلى الله عليه وسلم وأشعاره عند القتل
وقد أخرج الطبراني حديث عروة بن الزبير بطوله، وفيه؛ وقتَل خبيباً رضي