لا نُحدث حدثاً، ولا نؤويَ مُحدِثاً. ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه ممَّا تكرهه الملوك، فأمَّا ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وأما ما كان مما يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول. فإن أردت أن ننصرك مما يلي العرب فعَلْنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أسأتم الردَّ إذْ أفصحتم بالصدق، إِنه لا يقوم بدين الله إلا مَنْ حاطه من جميع جوانبه» . ثم نهضت قابضاً على يد أبي بكر، ثم دفعنا إِلى مجلس الأوس والخزرج، فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي رضي الله عنه: وكان صدُقاً صُبُراً - رضوان الله عليهم أجمعين -. كذا في دلائل النبوة لأبي نُعيم. وقال في البداية: رواه أبو نُعيم والحاكم والبيهقي، والسِّياق لأبي نُعيم - فذكر الحديث وفيه بعد قوله:«إنَّه لا يقوم بدين الله إلا مَنْ حاطه من جميع جوانبه» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أرأيتم؟ إِن لم تلبثوا إلا يسيراً حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم، ويُفرشَكم بناتِهم، أتسبِّحون الله وتقدِّسونه؟» فقال له النعمان بن شريك: اللَّهمَّ وإِنَّ ذلك لك يا أخا قريش، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}(الأحزاب: ٤٥، ٤٦) ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضاً على يدي أبي بكر رضي الله عنه. قال علي رضي الله عنه: ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عليٌّ أيّةُ أخلاقٍ للعرب كانت في الجاهلية - ما أشرفها؟ - بها يتحاجزون في الحياة الدنيا» . قال: ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج؛ فما نهضنا حتى بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم قال علي: وكانوا صُدَقاء صُبَراء، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من معرفة أبي بكر بأنسابهم. قال فلم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلا يسيراً حتى خرج إلى أصحابه فقال لهم:«احمدوا الله كثيراً» فقد ظفرت اليوم بناء ربيعة