هو كأنه لم يُمسّ. ثم دعا بغُمَر فشربوا حتى روُوا وبقي الشراب كأنه لم يُمسّ أو لم يُشرب، وقال:«يا بني عبد المطلب، إني بُعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامّة فقد رأيتم من هذه الآية ما أيتم، فأيُّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟» فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه - وكنت أصغر القوم - قال: فقال: إجلس، ثم قال - ثلاث مرات - كل ذلك أقوم إليه فيقول: إجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. كذا في التفسير لابن كثير.
وأخرج البزّار عن علي رضي الله عنه قال: لمّا نزلت: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا علي، إصنع رِجل شاة بصاع من طعم، واجمع لي بني هاشم» - وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، أبو أربعون غير رجل - قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعام، فوضعه بينه. فأكلوا حتى شبعوا، وإِنَّ منهم من يأكل الجذعة بإدامها؛ ثم تناول القدح فشربوا منه حتى رُووا - يعني من اللَّبن -، فقال بعضهم: ما رأينا كالسِّحر - يروون أنه أبو لهب الذي قاله - فقال:«يا علي، إصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعدد قَعْباً من لبن. قال: ففعلت. فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول، وشربوا كما شربوا في المرة الأولى، وفضل كما فضل في المرة الأولى. فقال: ما رأينا كاليوم في السحر. فقال: «يا علي، إصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعدد قعباً من لبن» ففعلت. فقال:«يا علي إجمع لي بني هاشم» ، فجمعتهم فأكلوا وشربوا، فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أيكم يقضي عني دَيْني؟» قال: فسكتُّ وسكت القوم. فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق، فقلت: أنا يا رسول الله، فقال:«أنت يا علي، أنت يا علي» قال الهيثمي: رواه البزَّار واللفظ له؛ وأحمد باختصار، والطبراني في الأوسط باختصار أيضاً،