للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن الماتريدي والماتريدية جعلوا الإيمان، هو (التصديق) بالقلب فقط، ولم يجعلوا (الإقرار) ركناً منه. بل جعلوه شرطاً لإجراء الأحكام الدنيوية فقط لا شعر.

حتى إن من صدق بقلبه، ولم يقر بلسانه -فهو مؤمن ناج يوم القيامة (١).

وهذا -كما ترى- إرجاء صريح قبيح ليس لهم في ذلك سلف إلا أهل البدع من المرجئة الغلاة (انظر فرق المرجئة في ١/ ١٧٢ - ١٧٣).

وقد عرفنا بهذه الأمثلة أن الماتريدية أتباع للجهمية والمرجئة وليست لهم صلة بالإمام أبو حنيفة رحمه الله خاصة ولا بالسلف عامة.

٤٤ - لما ظن الماتريدية: أن (توحيد الألوهية (هو) توحيد الربوبية) - جعلوا (توحيد الربوبية) هو الغاية العظمى (٢).

وقد أبطلنا زعمهم هذا، وأثبتنا أن (الغاية العظمى) هو (توحيد الألوهية) المتضمن لتوحيد الربوبية) بأربعة عشر وجهاً (٣).

كما أبطلنا زعمهم حول دليل التمانع (٤).

٤٥ - لما جعلت الماتريدية (توحيد الربوبية) هو الغاية- أفنوا أعمارهم وأنهوا قواهم لتحقيق هذا التوحيد.

مع أنه لا يحتاج إلى كبير الدراسة وطولها. لأنه أمر فطري وقد اعترف بهم أهل الملل والنحل جميعاً ولم يخالف في ذلك أحد إلا في بعض الحمقى في بعض تفصيله (٥).

٤٦ - ولذلك قل اهتمامهم وعنايتهم بتوحيد (الألوهية) فغفلوا، أو تغافلوا عن معرفة ما يضاده من (الشرك) وما يوصل إليه (٦)، فوقعوا في كثير من الأفكار الصوفية والخرافات القبورية (٧). ولا سيما (البريلوية) من الماتريدية، فإنهم وثنية (٨).

وقاربهم (الكوثري والكوثرية)، وقد ذكرنا نماذج من خرافاتهم الشركية البدعية (٩). ثم بعض (الديوبندية)، وقد ذكرنا عدة أمثلة خرافية قبورية صوفية بدعية وقعوا (١٠) فيها وهكذا (التبليغية) منهم (١١).

٤٧ - الماتريدية كغيرهم من أهل الكلام المذموم مع سعيهم البالغ في تحقيق وجود الله تعالى وإثبات وحدانيته -لم يستطيعوا ذلك.

لأنهم وصفوا الله تعالى بصفات المعدومات بل الممتنعات؛ فهم -بدل أن يحققوا كون الله تعالى واجب الوجود- جعلوه معدوماً بل ممتنعاً. فهذا هو حقيقة توحيدهم (١٢).

٤٨ - الإمام الماتريدي، وعامة الماتريدية يرمون (العقيدة السلفية) - بالتشبيه والتجسيم والحشو.

وينبزون أئمة السنة أصحاب العقيدة السلفية- بأنهم (مشبهة) (مجسمة) (حشوية) ونحوها من الألقاب (١٣).

٤٩ - أما الماتريدية الحديثة، كالكوثري، والكوثرية، ومن سايره من بعض الديوبندية أمثال البنوري.

فهم ارتكبوا -مع ما سبق- جريمة شنيعة أخرى:

وهي: أنهم رموا (العقيدة السلفية) بأنها عقيدة وثنية!!!.

وعقيدة (الشرك) وعقيدة (كفر) ونحوها من البهتان والعدوان والظلم والطغيان على أئمة الإيمان!!! (١٤).

٥٠ - كما أنهم حكموا على جميع كتب العقيدة لأئمة السنة: ككتب (السنة) للإمام أحمد، وأبي داود، وعبد الله بن أحمد، والخلال، وابن أبي عاصم، واللالكائي وغيرهم.

وكتب (التوحيد) للبخاري، وابن خزيمة، وابن منده، وغيرهم.

وكتب (الرد على الجهمية) للإمام أحمد، والبخاري، والدارمي، وأبي داود وابن منده وغيرهم.


(١) انظر صـ: ١/ ١٧٣، ٤٠٤.
(٢) راجع صـ: ٣/ ١٦٥، ٣/ ٢٠٢ - ٢٢٨.
(٣) انظر صـ: ٣/ ٢٠٢ - ٢٢٩.
(٤) انظر صـ: ٣/ ١٩٤ - ٢٠١.
(٥) وقد ذكرنا نبذة عن مبدأ الشرك وتطوره، والتحذير منه وما يتذرع إليه، ووقوع الشرك في هذه الأمة، انظر صـ: ٣/ ٢٣٠ - ٢٨٠.
(٦) انظر صـ: ٣/ ٣١٥ - ٣١٧.
(٧) انظر صـ: ١/ ٢٦٦، ٣/ ٢٨٤.
(٨) راجع صـ: ١/ ٢٦٦ - ٢٦٧، ٣٤٠، ٣٧٦، ٣/ ٢٨٥ - ٣٠٢.
(٩) انظر صـ: ١/ ٢٦٤ - ٢٦٦، ٣/ ٣٠٢.
(١٠) انظر صـ: ٣/ ١٦٣ - ١٦٤.
(١١) ١/ ٢٦٥، ٣/ ٣٠٢ - ٣٠٣.
(١٢) راجع صـ: ٣/ ٢١٥ - ٢٢٩.
(١٣) راجع صـ: ١/ ٤٠٥.
(١٤) انظر صـ: ١/ ٢٤٤ - ٣٦٥، ٥٤٦ - ٥٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>