للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والماتريدية قد طعنوا في العقيدة (السلفية) وكتبها، وأئمة السنة ونبزوهم بألقاب سيئة شنيعة بل بالسباب والشتائم الفظيعة. وهذا من أبرز علامات أهل البدع قديماً وحديثاً.

راجع (النتائج) بأرقام (٤٨ - ٥٤).

ز- الماتريدية من فرق (المرجئة) من فرق أهل البدع (١).

ح- هذا الذي وقعت فيه الماتريدية من (تعطيل) كثير من الصفات و (تحريف) نصوصها، وخروجهم على (العقل والنقل والفطرة)، ومخالفتهم (سلف هذه الأمة)، و (أئمة السنة)، ولا سيما الإمام (أبو حنيفة)، وأصحابه القدماء رحمهم الله- لا شك أنه بعد بعيد مديد عن (السنة) وأهلها (٢).

وأن هذا عين (البدعة) (٣).

ونوع من (الإلحاد) في أسماء الله تعالى وصفاته وآياته (٤).

بل نوع من (الزندقة) بمعنى البدعة لا النفاق (٥).

ط- إنه لا شك في أن (العقيدة الماتريدية) إنما حدثت في الإسلام في القرن الرابع زمن (الإمام أبي منصور الماتريدي) (٣٣٣هـ) (٦).

ولم يكن قبل ذلك وجود لهذه العقيدة في خير القرون.

فلا ريب في أنها عقيدة بدعية، وأهلها مبتدعون؛ حيث لم يكن (للماتريدية) وجود قبل عهد الإمام أبي منصور الماتريدي وهكذا العقيدة الأشعرية إنما ظهرت في آخر القرن الرابع (٧).

ي- اعتقدت الماتريدية عقائد هي كفر صريح عند سلف هذه الأمة وأئمة السنة، ولا سيما عند الإمام أبي حنيفة وأئمة الحنفية الأوائل، كما ذكرنا في (النتيجة) رقم (٣٧).

وهذه الأمثلة حجج قاطعة ناصعة على أن الماتريدية من فرق أهل البدع وليسوا بأهل السنة المحصنة، (تلك عشرة كاملة * ولمعرفتهم ضامنة).

٦٨ - ولكن نحن لا نرمي أحداً منهم بأنه (كافرٌ) أو (مشركٌ) أو (وثنيٌ)، أو (منافقٌ) أو (زنديقٌ) أو (ملحدٌ) أو (يهوديٌ) أو (مرتدٌ) أو (ملعونٌ) أو (ماجنٌ) أو (تيسٌ) أو (حمارٌ). كما هم رموا أئمة السنة بهذه الشتائم وهذا التكفير كما لا نرمي أحد منهم بالكيد ضد الإسلام والبغض والعداوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك معاذ الله من ذلك، ونبرأ إلى الله تعالى من العدوان والبهتان على أهل العدوان والبهتان (٨).

٦٩ - بل هم مسلمون، وإخواننا في الإسلام، وأنهم مخلصون للإسلام، ومحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع ما أكرمهم الله تعالى من إمامة عظيمة في العلوم العقلية والنقلية، ونصيبٍ وافرٍ من الإخلاص والنية الطيبة، والإحسان، والقصدِ للوصول إلى الحق؛ وكل ما صدر منهم من بدعة فمن أخطأ في الاجتهاد -إلا من شاء الله من بعض المعاندين منهم -مع محبتهم لله تعالى- ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم،

خدمتهم للإسلام في كثير من الجوانب ومكانتهم المرموقة في الزهد والتأله والعبادة، (راجع ما سبق في ص ١/ ١٩٨، ٣/ ١٩).

٧٠ - اللهم إلا أنني قد أطلقت لفظة (الوثنية) على (البريلوية) من الماتريدية: تحذيراً للمسلمين منهم، وهو أمر واقعي ملموس محسوس (٩).

ومع هذا لا تقتضي هذه (الكلمة) (تكفيرهم) ولا نقصد بها خروجهم عن الإسلام (٩). وهم مع وثنيتهم (جماعة التكفير) بشكل رهيب، حتى كفروا كبار أئمة الديوبندية فضلاً عن أهل الحديث (٩) ونحن لا نكفرهم بل نكذبهم، إذ لا نكفر أحداً من أهل القبلة بارتكاب الكفر إلا بعد إتمام الحجة عليه (١٠).


(١) انظر صـ: ١/ ١٧٢ - ١٧٤، ٤٠٤ - ٤٠٥.
(٢) انظر معنى السنة في صـ: ٢/ ٣٦٥ - ٣٦٩.
(٣) انظر مبحث (البدعة) في صـ: ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٢.
(٤) انظر معنى (الإلحاد) في صـ: ٢/ ٣٧٩ - ٣٨٩، ٤٠٢، ٤٠٦ - ٤١٣.
(٥) انظر معنى (الزندقة) وبيان تفاوت أفرادها في صـ: ٢/ ٣٧٢ - ٣٧٩.
(٦) انظر صـ: ٢١٣ - ٢١٤.
(٧) راجع صـ: ١/ ٢٥٩ - ٢٦٢، ٤١٢.
(٨) انظر أمثلة شتائمهم في ١/ ٢٦٤ - ٢٦٨، ٣٣٨ - ٣٣٩، ٣٤٤ - ٣٦٥، ٥٤٥ - ٥٤٩، ٢/ ١١٩ - ١٢١، ٣/ ٢٧٦، ٢٩٨، ٣١٣.
(٩) راجع صـ: ١/ ٢٦٦، ٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥.
(١٠) انظر صـ: ٢/ ٣٧٥، ٣٨٥ - ٣٨٦، ٣/ ١١٧ - ١١٨، ٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>