٦ - أن المشكلة مشكلة فردية إذا نظرنا إلى جانب الغلو الجزئي العملي. وهي مشكلة جماعية إذا نظرنا إلى جانب الغلو الكلي الاعتقادي.
عاشراً - أنه بالمقارنة مع حجم الإرهاب في العالم، وحجم الغلو عند الأديان والتيارات في بعض البلاد، يتبين أن مشكلة الغلو عند المسلمين هُولت وضخمت بشكل كبير وحظيت - لغرض من الإعلام الغربي - بكثير من العناية والمتابعة.
حادي عشر - أنه عند استعراض أقوال أهل العلم المعاصرين يتضح أن مفهومهم للغلو نابع من فهم نصوص الشرع، لكن عند التطبيق تتضح بعض جوانب الخطأ.
ثاني عشر - بدراسة وتحليل بعض دراسات العلمانيين لمشكلة الغلو، يتبين أن مفهومهم للغلو نابع من علمانيتهم، فيرون كل داع إلى تطبيق شرع الله، وكل مناد بشموع الإسلام وحكمه لجميع جوانب الحياة غاليا و (متطرفاً).
ثالث عشر - أن الغربيين في دراستهم لمشكلة الغلو عند المسلمين يصدرون عن مفهوم الغلو عند النصارى، ويريدون نقل ذلك المفهوم إلى بلاد المسلمين لحاجة في نفوسهم. ومؤدى مفهومهم للغلو أن الإيمان بحرفية القرآن وأنه كلام الله الذي يجب تطبيق أوامره غلو و (أصولية)، كما أن الإيمان بحرفية الإنجيل وأنه كلام الله غلو و (أصولية).
رابع عشر - أن هناك مظاهر للغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة. وقد استطعت حصر ما قام عليه الدليل عندي فيما يلي:
١ - الغلو في مهفوم الجماعة.
٢ - الغلو في التعصب للجماعة.
٣ - الغلو بجعل الجماعة مصدر الحق.
٤ - الغلو في القائد.
٥ - الغلو في البراءة من المجتمعات المسلمة.
٦ - التكفير بالمعصية.
٧ - تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله بإطلاق.
٨ - تكفير الأتباع المحكومين بغير ما أنزل الله بإطلاق.
٩ - تكفير الخارج عن الجماعة.
١٠ - تكفير المقيم غير المهاجر بإطلاق.
١١ - تكفير المعين دون اعتبار للضوابط الشرعية.
١٢ - تكفير من لم يكفر الكافر بزعمهم.
١٣ - القول ببدعة التوقف والتبين.
١٤ - وصف المجتمعات المعاصرة بوصف الجاهلية.
١٥ - وصف البلاد المسلمة بأنها دور كفر.
١٦ - إحداث أصول تشريعية جديدة.
١٧ - الغلو في مفهوم التقليد، وإنكار الإجماع.
١٨ - الغلو في ذم المقلدين.
١٩ - إلزام جميع الناس بالاجتهاد.
٢٠ - التشديد على الناس.
٢١ - التشديد على النفس.
٢٢ - تحريم الطيبات.
٢٣ - الخروج على الحكام دون اعتبار للضوابط الشرعية.
٢٤ - تحريم التعليم والدعوة إلى الأمية.
٢٥ - تحريم الصلاة في المساجد.
٢٦ - إيقاف صلاة الجمعة.
٢٧ - اعتزال المجتمعات ومفاصلتها.
٢٨ - الهجرة من المجتمعات.
٢٩ - القول بمرحلية الأحكام، أو بدعة القول: إننا نعيش في العهد المكي.
٣٠ - تحريم العمل في الوظائف الحكومية.
التوصيات:
إن علاج مشكلة الغلو مهمة مشتركة لجميع شرائح المجتمع، بدءاً من الحكام وانتهاءً بالغلاة أو المتهمين بالغلو، وسأذكر فيما يلي جملة التوصيات التي أرى لزوم اتخاذها لعلاج الغلو، مع العلم أن المسألة بحاجة إلى توسع أكثر وسأفردها ببحث مستقل مع الأسباب بحول الله تعالى:
أولاً: نشر عقيدة السلف:
إن المتأمل في مظاهر الغلو الموجودة في العصر الحديث يتبين أن تلك المظاهر خارجة عن مذهب أهل السنة والجماعة وعن المعتقد الشرعي الصحيح. وعليه فإن نشر العقيدة الصحيحة، وتدريسها في المدارس والجامعات والمساجد، وتدارس أهل الدعوة لها، ووضعها ضمن مناهجهم، يحقق للمجتمع المسلم الحصانة من الغلو.
ثانياً: نشر العلم الشرعي: