أقول: هذا الكلام ليس بتحقيق بالغ، بل فيه نزعة تحاملية، غلب عليها الحب الذي يعمي ويصم وذلك أن الكلام المجمل مرفوض في مجال العقيدة، وهذا الكلام يصب في خانة المرجئة الذين كانوا يلمزون الإمام الجليل محمد بن عبد الوهاب وأبنائه رحمهم الله بالتكفير والتشدد، لما كان ينهاهم عن الشرك وتحكيم شرع الرفاقة، وموالاة الكافرين والمشركين، ثم من هم طلاب العلم الكبار الذين رموا بعض المخالفين لهم بالإرجاء؟!!
أتريد أن تبرئ علي حسن حلبي منه، وهو ينعق لأجله في كل طراته؟!
أم تريد أن تشكك في فتوى اللجنة الدائمة لما حرمت كتب المرجئة المبتدعة كـ " صيحة نذير" و" الحكم بغير ما أنزل الله" للجهمي خالد علي العنبري و" ضبط الضوابط " للزهراني؟!!
أم تريد أن تبرئ العلامة الألباني رحمه الله منه وهو يسبح في حوضه؟!
فإذا غلب عليك الحب الذي يعمي ويصم فأرجوك لا تسود الصفحات " وخل المطي وحاديها، وأعط القوس باريها " [مفتاح دار السعادة ١/ ٣٣٤ والزاد ٣/ ٦٣٩ لابن قيم الجوزية].
دع الهوى لأناس يعرفون به قد كابدوا الحب حتى لان أصعبه
بالرغم ما سودت فيه الصفحات هو تعاريف مبثوثة في عدة مواطن غير عزيزة ولم أر أنك أسكت خصما ولا عالجت شبهة بل من سلك نهج الحق الذي قل ناصره اليوم لا يتبع العالم في زلته ولا يبرأه من كبوته ولا يؤاخذه على هفوته فضلا على أن ينافح عنه بالباطل وهذا نهج سلكه من كان قبلنا وهم فوقنا في كل علم وورع رحمهم الله.
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة كبير المفسرين قتادة بن دعامة السدوسي: " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه وإتباعه، يغفر له زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه نعم: ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو التوبة من ذلك " [سير أعلام النبلاء ٦/ ٩١]
فأين منزلة العلامة الألباني رحمه الله من قتادة كبير المفسرين؟! فنحن نحب العلامة الألباني ونتقرب بحبه إلى المولى سبحانه فضلا على أن لا ننسى فضله في خدمة السنة خاصة علم الحديث كما لا يجوز غض الطرف عما هو يسبح فيه بل غاص فيه إلى القعر، أي الإرجاء ولقد قلنا أنه لم يكن في هذه الدعامة أي مسألة الإيمان على أساس متين فنحن نعلم الحق ونرحم الخلق ونقول فيه بالحق، نبتغي في ذلك كله منازل الأبرار.
فله أسأل أن يجعل ما كتبت ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم كما أنصح لمن أراد أن يرد عليّ أن يتجنب الهوى وليبطل ما رقمته بالحجة والبرهان وسيجدني بعد ذلك إن شاء الله ماسكا أنفي وقائلا: " رغم أنفي للحق رغم أنفي للحق رغم أنفي للحق ... " أما إن رد مثل صاحب الطرة " البرهانية" بالسب والتسفيه والكذب الصراح، فأقول له:
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
كما لا يفوتني أن أشكر كل من قدم لي يد العون وأخص منهم بالذكر أم عزير عبد الإله أخذ الله بناصيتها للبر والتقوى، والأخ أسامة السعدي أبو محمد، على تنضيد ما كتبت وإعداده لطباعة على الحاسوب
اللهم اجعل عملي هذا صالحا ولوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد منه شيئا أبدا وسبحان الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتب: أبو عزير عبد الإله يوسف اليوبي الحسني الجزائري ٢٠رجب ١٤٢٦هـ بمدينة أورهوس ـ الدنمارك ـ