للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر ذلك جليا في طراته التي يسود لأجلها الصفحات، فلو جمعت كل طرة على حدى لوضعت في ظرف كما قال الجهبذ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد ـ حفظه الله ـ

فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد

فلو قال قائل: هلا نصحتم هذا المغرور التائه في ظلمات الإرجاء الملبس المدلس الملحد في تركه أئمتنا لعله يرعوي؟!

قلت: كثيرا ما يعلق هذا المرجئ الجلد " الأخ الكبير المفضال" ولا شك في فضله وغزارة علمه، نصحه بالتلميح لما ظن بنفسه وذهب يزاحم الآكابر لما قربوه وأكرموه وخاض في دعامة الدين أي مسألة الإيمان ببضاعة مزجاة بل يلحد فيها ليمرر بدعته الموهونة حذره برسالة فيها من الدر الثمين وسمها

بـ " درء الفتنة عن أهل السنة"

وكأنه يقول له هذا المفضال " يا حلبي، يا أثري بين ـ المعكوفتين ـ إلزم حدك واعرف قدرك تثبت قدمك" لكن هذا الدعي لم يكن من الألباء الذين إذا أشيرا لهم فهموا وارعووا، فلما كان هذا حاله، نقل إلى مرحلة التصريح، وهذه المرة مع شيخ فاضل يعرف فضله أهل الفضل يسميه هذا الدعي بـ " الرويبضة" في " البرهانية" كشف عن قناعه في درة ثمينة سمها " حقيقة الخلاف بين السلفية الشرعية وأدعيائها في مسائل الإيمان " فلم يرعوي.

فاضطر بعد ذلك حماة السنة الذين لا يعبأ بالأخوة المفضالية على حساب العقيدة، فأنبوه وردعوه، بفتوى تحذر فيها عن كتبه بل طراته وتحرم بيعها، فلما تعاطف معه بعض البؤساء لأنه يحسن التصنع رفع هذا التعاطف المزري الشيخ الفاضل محمد بن سالم الدوسري، فهل نفعه ذلك وارعوى؟ بل كان لسان قاله وحاله يقول كما قال المولى سبحانه وتعالى عن قوم عاد: {قالوا سواء علينا أو عظت أم لم تكن من الواعظين}.

فلم يبق مع هذا الدعي الضال إلا القاعدة المطردة " العمرية " فله أسأل أن يكون للإسلام دولة في تلك الديار ويعد له العراجين لتطبق فيه هذه القاعدة الجليلة لأنه من أهل الأهواء والبدع الذين يرعون إلا بها لأن الغالب على الخلق خاصة ممن كان له هذه العرة كأثري الزرقاء، لا ينقادون للحق إلا بالقهر، نسأل الله السلامة من هوى بلغ السويداء وقبل أن نختم الكلام عن هذا التوجه الضال المنحرف الملحد في تركه الأئمة الأعلام المتمثل في المدرسة التائهة أي المدخلية والحلبية والعنبرية ليلقي بكامله في الحش كما قال الإمام الشعبي رحمه الله تعالى أود التعليق على كلام واه مجمل مرفوض بهذا الأسلوب في مجال العقيدة خاصة إذا علمنا أن عمدة هذا التوجه الضال الضرب بمعاول المجملات والمحتملات في العقيدة عموما وفي دعامة الدين خصوصا.

فلقد اعتمده هذا الضال في طرته " البرهانية " ليلمز به الفضلاء الذين كشفوا كالذي ناقشنا شبهاته أي العلامة الألباني رحمه الله تعالى فتعلق به فإذا به وأوهن من خيط العنكبوت.

يقول ناصر عبد الكريم العقل " ثامنا: أنه ليس كل من رمي بالإرجاء فهو مرجئ لاسيما في عصرنا هذا فإن أصحاب النزعة التكفيرية وأهل التشدد سواء ممن كانوا على مذاهب الخوارج أو من دونهم من الذين يجهلونه قواعد السلف في الأسماء والأحكام ـ وأقوال إن أصحاب هذه النزعات صاروا يرمون المخالفين لهم من العلماء وطلاب العلم بأنهم مرجئة وأكثر ما يكن ذلك من مسائل الحكم بغير ما أنزل الله ومسائل الولاء والبراء ونحوها.

وقد يقع بعض المنتسبين للعلم والسنة في شيء من ذلك دون روية بل من الجدير بالتنويه أن بعض طلاب العلم الكبار الذين كتبوا في مسائل التكفير في هذا العصر رموا بعض المخالفين لهم في التوجهات بالإرجاء في مسائل خلافية عن السلف ولا تدخل عند التحقيق في أصول الإرجاء. والله أعلم. [القدرية والمرجئة ص ١٢١].

<<  <  ج: ص:  >  >>