صلى الله عليه وسلم، ثم إلى غزة «٧١» ثم إلى منازل الرّمل «٧٢» وقد تقدم ذكر ذلك كلّه، ثم إلى القاهرة.
وهنالك تعرفنا أن مولانا أمير المومنين وناصر الدين المتوكّل على رب العالمين أبا عنان أيده الله تعالى قد ضمّ الله به نشر الدولة المرينية «٧٣» وشفى ببركته بعد إشفائها البلاد المغربية، وأفاض الإحسان على الخاص والعام وغمر جميع الناس بسابغ الإنعام فتشوفت النّفوس إلى المثول ببابه وأمّلت لثم ركابه، فعند ذلك قصدت القدوم على حضرته العلية مع ما شاقني من تذكار الأوطان والحنين إلى الأهل والخلان والمحبة في بلادي التي لها الفضل عندي على البلدان.
بلاد بها نيطت عليّ تمائمي ... وأول أرض مسّ جلدي ترابها!
فركبت البحر في قرقورة لبعض التونسيين صغيرة، وذلك في صفر سنة خمسين «٧٤» ، وسرت حتى نزلت بجربة، وسافر المركب المذكور إلى تونس فاستولى العدوّ عليه «٧٥» .
ثم سافرت في مركب صغير إلى قابس فنزلت في ضيافة الأخوين الفاضلين أبي مروان، وأبي العباس ابني مكّي «٧٦» أميري جربة وقابس، وحضرت عندهما مولد رسول الله