للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جزي: من الغريب ما اتفق من صدق الزّجر في اسمى ولدى اللحياني الإسكندري ومصري فمات الإسكندرى بها وعاش مصري دهرا طويلا بها، وهي من بلاد مصر. رجع. وتحوّل عبد الواحد ببلاد الاندلس والمغرب وافريقية، وتوفي هنالك بجزيرة جربة

[ذكر بعض علماء الإسكندرية]

فمنهم قاضيها عماد الدين الكندي إمام أيمة علم اللّسان، وكان يعتم بعمامة خرقت المعتاد للعمائم لم أر في مشارق الأرض ومغاربها عمامة أعظم منها! رأيته يوما قاعدا في صدر محراب وقد كادت عمامته أن تملأ المحراب! ومنهم فخر الدين بن الرّيغي «١٥» وهو أيضا من القضاة بالإسكندرية فاضل من أهل العلم.

[حكاية [الفأل الحسن]]

يذكر أن جد القاضي فخر الدين الريغي كان من أهل ريغة واشتغل بطلب العلم، ثم رحل إلى الحجاز فوصل الاسكندرية بالعشي، وهو قليل ذات اليد، فأحب أن لا يدخلها حتى يسمع فألا حسنا، فقعد قريبا من بابها إلى أن دخل جميع الناس، وجاء وقت سد الباب ولم يبق هنالك سواه فاغتاظ الموكّل بالباب من إبطائه، وقال له متهكما: أدخل يا قاضي فقال:

قاض إن شاء الله! ودخل إلى بعض المدارس ولازم القراءة وسلك طريق الفضلاء، فعظم صيته وشهر اسمه وعرف بالزهد والورع، واتصلت أخباره بملك مصر واتفق أن توفي قاضي الاسكندرية وبها إذ ذاك الجم الغفير من الفقهاء والعلماء وكلهم متشوف إلى الولاية، وهو من بينهم لا يتشوف لذلك، فبعث إليه السلطان بالتقليد وهو ظهير القضاء وأتاه البريد بذلك فأمر خديمه أن ينادي في الناس: من كانت له خصومة فليحضر لها. وقعد للفصل بين الناس، فاجتمع الفقهاء وسواهم إلى رجل منهم كانوا يظنون أن القضاء لا يتعداه، وتفاوضوا في مراجعة السلطان في أمره ومخاطبته بأن الناس لا يرتضونه! وحضر لذلك أحد الحذاق من المنجمين فقال لهم: لا تفعلوا ذلك فإني عدلت طالع ولايته وحققته فظهر لي أنه يحكم

<<  <  ج: ص:  >  >>