للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جنوب الجزيرة- شرق افريقيا- الخليج]

فخرجت في تلك الأيّام من مكّة شرفها الله تعالى قاصدا بلاد اليمن فوصلت إلى حدّة «١» ، بالحاء المهمل المفتوح، وهي نصف الطريف ما بين مكّة وجدّة بالجيم المضموم، ثمّ وصلت إلى جدّة «٢» وهي بلدة قديمة على ساحل البحر يقال إنها من عمارة «٣» الفرس وبخارجها مصانع قديمة وبها جباب للماء منقورة في الحجر الصلد، يتّصل بعضها ببعض تفوت الإحصاء كثرة «٤» وكانت هذه السنة قليلة المطر وكان الماء يجلب إلى جدّة على مسيرة يوم وكان الحجّاج يسألون الماء من أصحاب البيوت.

[حكاية [الأعمى والخاتم]]

ومن غريب ما اتّفق لي بجدّة انّه وقف على بابي سائل أعمى يطلب الماء يقوده غلام فسلّم عليّ وسمّاني باسمي وأخذ بيدي ولم أكن عرفته قطّ ولا عرفني، فعجبت من شأنه ثم أمسك إصبعي بيده، وقال اين الفتخة؟ وهي الخاتم، وكنت حين خروجي من مكّة قد لقيني بعض الفقراء وسألني، ولم يكن عندي في ذلك الحين شيء، فدفعت له خاتمي، فلما سألني عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>