وجيم مفتوح وراء وياء، ويسمون صاحب الديوان الفاملداري، بفتح الفاء والميم والدال المهمل، ويسمون صاحب الاشغال مافاكلوا، بفتح الميم والكاف وضم اللام، ويسمون الحاكم فتنايك، بكسر الفاء وسكون التاء المعلوة وفتح النون والف وياء آخر الحروف مفتوحة أيضا وكاف ويسمون قائد البحر مانايك «٢١٢» ، بفتح الميم والنون والياء، وكل هؤلاء يسمى وزيرا، ولا سجن عندهم بتلك الجزائر، وإنما يحبس أرباب الجرائم في بيوت خشب هي معدة لا متعة التجار، ويجعل أحدهم في خشبة كما يفعل عندنا بأساري الروم «٢١٣» .
ذكر وصولي إلى هذه الجزائر وتنقّل حالي بها.
ولما وصلت إليها نزلت منها بجزيرة كنّلوس «٢١٤» ، وهي جزيرة حسنة فيها المساجد الكثيرة، ونزلت بدار رجل من صلحائها، وأضافني بها الفقيه عليّ، وكان فاضلا له أولاد من طلبة العلم، ولقيت بها رجلا اسمه محمد، من أهل ظفار الحموض «٢١٥» ، فأضافني، وقال لي: إن دخلت جزيرة المهل أمسكك الوزير بها فإنهم لا قاضي عندهم، وكان غرضي أن أسافر منها إلى المعبر وسرنديب «٢١٦» وبنجالة، ثم إلى الصين، وكان قدومي عليها في مركب الناخودة عمر الهنّوري، وهو من الحجاج الفضلاء، ولما وصلنا كنّلوس أقام بها عشرا ثم اكترى كندرة يسافر فيها إلى المهل بهدية للسلطانة وزوجها، فأردت السفر معه، فقال: لا تسعك الكندرة أنت وأصحابك، فإن شئت السفر منفردا عنهم فدونك، فأبيت ذلك! وسافر فلعبت به الريح وعاد إلينا بعد أربعة أيام وقد لقى شدائد! فاعتذر لي وعزم عليّ في السفر معه بأصحابي، فكنّا نرحل غدوة فننزل في وسط النهار لبعض الجزائر، ونرحل فنبيت بأخرى، ووصلنا بعد أربعة أيام إلى إقليم التّيم «٢١٧» ، وكان الكردوي يسمى