شيخهم فيأتون المسجد ويصلي كلّ واحد على سجادته فإذا فرغوا من الصلاة قرأوا القرآن على عادتهم ثم ينصرفون مجتمعين إلى الزاوية ومعهم شيخهم.
[ذكر قرافة مصر ومزاراتها]
ولمصر القرافة العظيمة الشأن في التبرك بها، وقد جاء في فضلها أثر خرجه القرطبي «٩١» وغيره لانها من جملة الجبل المقطم «٩٢» الذي وعد الله أن يكون روضة من رياض الجنة، وهم يبنون بالقرافة القباب الحسنة ويجعلون عليها الحيطان فتكون كالدور ويبنون بها البيوت ويرتبون القراء يقرءون ليلا ونهارا بالأصوات الحسان، ومنهم من يبني الزاوية والمدرسة إلى جانب التربة، ويخرجون في كل ليلة جمعة إلى المبيت بها بأولادهم ونسائهم، ويطوفون على المزارات الشهيرة، ويخرجون أيضا إلى المبيت بها ليلة النصف من شعبان «٩٣» ، ويخرج أهل الأسواق بصنوف المآكل.
ومن المزارات الشريفة المشهد المقدس العظيم الشأن حيث رأس الحسين بن علي «٩٤» عليهما السلام، وعليه رباط ضخم عجيب البناء «٩٥» على أبوابه حلق الفضة وصفائحها أيضا كذلك، وهو مؤفي الحق من الإجلال والتعظيم، ومنها تربة السيدة نفيسة بنت زيد بن علي بن