والغلام! ولقيت بها الفقيه اسماعيل معلم كتاب الله تعالى وهو ورع حسن الخلق كريم النفس والقاضي بها نور الدين عليّا والخطيب، ولا أذكر اسمه.
ونساء هذه المدينة وجميع هذه البلاد الساحلية لا يلبس المخيط، «٨٤» إنما يلبسن ثيابا غير مخيطة تحتزم إحداهن بأحد طرفي الثوب وتجعل باقية على رأسها وصدرها، ولهن جمال وعفاف، وتجعل إحداهن خرص ذهب في أنفها «٨٥» . ومن خصائصهن أنهنّ جميعا يحفظن القرآن العظيم، ورأيت بالمدينة ثلاثة عشر مكتبا لتعليم البنات وثلاثة وعشرين لتعليم الأولاد ولم أر ذلك في سواها.
ومعاش أهلها من التجار في البحر ولا زرع لهم، وأهل بلاد المليبار يعطون للسلطان جمال الدين في كلّ عام شيئا معلوما خوفا منه لقوته في البحر، وعسكره نحو ستة آلاف بين فرسان ورجالة.
ذكر سلطان هنّور.
وهو السلطان جمال الدين محمد بن حسن «٨٦» من خيار السلاطين وكبارهم، وهو تحت حكم سلطان كافر يسمى هريب، سنذكره «٨٧» ، والسلطان جمال الدين مواظب للصلاة في الجماعة، وعادته أن يأتي إلى المسجد قبل الصبح فيتلو في المصحف حتى يطلع الفجر فيصلي أول الوقت ثم يركب إلى خارج المدينة، وياتي عند الضحى فيبدأ بالمسجد فيركع فيه ثم يدخل إلى قصره وهو يصوم الأيام البيض «٨٨» وكان أيام إقامتي عنده يدعوني للافطار