الدين المسلاتي «٤١» وكان من أصحاب الشيخ علاء الدين القونوي، وقدم معه دمشق فعرف بها، ثم ولي القضاء، وقاضي قضاة الشافعية تقي الدين ابن السّبكي وأمير دمشق ملك الأمراء أرغون شاه «٤٢» .
[حكاية [قتلى الخبز]]
ومات في تلك الأيام بعض كبراء دمشق وأوصى بمال للمساكين، فكان المتولى لإنفاذ الوصية يشتري الخبز ويفرقه عليهم كلّ يوم بعد العصر، فاجتمعوا في بعض الليالي وتزاحموا واختطفوا الخبز الذي يفرق عليهم ومدّوا أيديهم إلى خبز الخبازين، وبلغ ذلك الامير أرغون شاه فأخرج زبانيّته فكانوا حيث ما لقوا أحدا من المساكين قالوا له: تعال تاخذ الخبز! فاجتمع منهم عدد كثير فحسبهم تلك اللية، وركب من الغد، وأحضرهم تحت القلعة، وأمر بقطع أيديهم وأرجلهم، وكان أكثرهم برّاء من ذلك، وأخرج طائفة الحرافيش «٤٣» عن دمشق فانتقلوا إلى حمص وحماة وحلب، وذكر لي أنه لم يعش بعد ذلك إلا قليلا وقتل.
ثم سافرت من دمشق إلى حمص ثم حماة ثم المعرّة ثم سرمين ثم إلى حلب «٤٤» وكان أمير حلب في هذا العهد الحاج رغطى «٤٥» ، بضم الراء وسكون الغين المعجم وفتح الطاء المهمل وياء آخر الحروف مسكنة.