الصلاة، وأمر أن يطلب الناس بعلم فرائض الوضوء والصلاة وشروط الإسلام، فكانوا يسألون عن ذلك، فمن لم يحسنه عوقب، وصار الناس يتدارسون ذلك بالمشور والأسواق ويكتبونه!
[ذكر اشتداده في إقامة أحكام الشرع]
وكان شديدا في إقامة الشرع، ومما فعل في ذلك أن أمر أخاه مبارك خان «٧٦» أن يكون قعوده بالمشور مع قاضي القضاة كمال الدين في قبة مرتفعة هنالك مفروشة بالبسط وللقاضي بها مرتبة تحف بها المخاد كمرتبة السلطان ويقعد أخو السلطان عن يمينه فمن كان عليه حق من كبار الأمراء وامتنع من أدائه لصاحبه يحضره رجال أخي السلطان عند القاضي لينصف منه.
ولما كان في سنة إحدى وأربعين «٧٧» أمر السلطان برفع المكوس عن بلاده وأن لا يؤخذ من الناس إلا الزكاة والعشر خاصة وصار يجلس بنفسه للنظر في المظالم في كل يوم اثنين وخميس برحبة أمام المشور «٧٨» . ولا يقف بين يديه في ذلك اليوم إلا أمير حاجب «٧٩» وخاص حاجب «٨٠» وسيد الحجاب وشرف الحجاب «٨١» لا غير، ولا يمنع أحد ممن أراد الشكوى من الوقوف بين يديه.
وعين أربعة من كبار الأمراء يجلسون في الأبواب الأربعة من المشور لأخذ القصص من المشتكين، والرابع منهم هو ابن عمه ملك فيروز، فإن أخذ صاحب الباب الأول الرفع من