جفن من القراقر وسواها من الكبار، وامّا الصغار فلا تحصى كثرة، وأسواق هذا القسم حسنة الّا أنّ الأقذار غالبة عليها ويشقّها نهر صغير قذر نجس وكنائسهم قذرة لا خير فيها!
[ذكر الكنيسة العظمى.]
وانما نذكر خارجها، وامّا داخلها فلم أشاهده «٩٩» ، وهي تسمى عندهم أياصوفيا بفتح الهمزة والياء آخر الحروف والف وصاد مضموم وواو ومدّ وفاء مكسورة وياء كالأولى والف، ويذكر أنها من بناء آصف بن برخياء، وهو ابن خالة سليمان «١٠٠» عليه السلام، وهي من أعظم كنائس الروم وعليها سور يطيف بها، فكأنّها مدينة، وأبوابها ثلاثة عشر بابا، ولها حرم ميل عليه باب كبير ولا يمنع أحد من دخوله، وقد دخلته مع والد الملك الذي يقع ذكره، وهو شبه مشور مسطّح بالرخام، وتشقّه ساقية تخرج من الكنيسة لها حائطان مرتفعان نحو ذراع، مصنوعان بالرّخام المجزّع المنقوش بأحسن صنعة، والأشجار منتظمة عن جهتي الساقية.
ومن باب الكنيسة إلى باب هذا المشور معرّش من الخشب مرتفع، عليه دوالي العنب وفي أسفله الياسمين والرّياحين، وخارج باب هذه المشور قبّة خشب كبيرة فيها طبلات خشب يجلس عليها خدّام ذلك الباب، وعن يمين القبّة مصاطب وحوانيت أكثرها من الخشب يجلس بها قضاتهم وكتّاب دواوينهم «١٠١» ، وفي وسط تلك الحوانيت قبّة خشب يصعد إليها على درج خشب، وفيها كرسي كبير مطبق بالملفّ يجلس فوقه قاضيهم، وسنذكره، وعن يسار القبة التي على باب هذا المشور سوق العطّارين.