وتاريخه سنة تسع وتسعين «١٥» ، وعليه مكتوب بخط أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: الحمد لله وحده «١٦» ، على ما أخبرني الخطيب المذكور.
ولقيت بها أيضا الشيخ المعمّر محمد البغدادي، وهو بالزاوية التي على قبر الشيخ الصالح عثمان المرندي وذكر أن عمره يزيد على مائة وأربعين سنة، وأنه حضر لقتل المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس رضي الله عنهم لما قتله الكافر هلاون بن تنكيز التّتري، وهذا الشيخ على كبر سنه قوي الجثّة يتصرف على قدميه.
[* حكاية [الجلود المصلوبة] :]
كان يسكن بهذه المدينة الأمير ونار السامري الذي تقدم والأمير قيصر الرّومي، وهما في خدمة السلطان ومعهما نحو ألف وثمانمائة فارس، وكان يسكن بها كافر من الهنود اسمه رتن، بفتح الراء وبفتح التاء المعلوة والنون، وهومن الحذّاق بالحساب والكتابة، فوفد على ملك الهند مع بعض الأمراء فاستحسنه السلطان وسماه عظيم السند، وولاه بتلك البلاد وأقطعه سيوستان وأعمالها، وأعطاه المراتب، وهي الأطبال والعلامات كما يعطي كبار الأمراء.
فلما وصل إلى تلك البلاد عظم على ونار وقيصر وغيرهما تقديم الكافر عليهم فأجمعوا على قتله. فلما كان بعد أيام من قدومه أشاروا عليه بالخروج إلى أحواز المدينة ليتطلّع على أمورها فخرج معهم، فلما جنّ الليل أقاموا ضجة بالمحلة «١٧» وزعموا أن السبع ضرب عليها، وقصدوا مضرب الكافر، فقتلوه وعادوا إلى المدينة، فأخذوا ما كان بها من مال