«١٨٧» والعمائم، وهي من القطن ويحملون منها أواني النّحاس فانها عندهم كثيرة «١٨٨» ويحملون الودع ويحملون القنبر، بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة والرّاء، وهو ليف جوز النّارجيل، وهم يدبغونه في حفر على الساحل ثم يضربونه بالمرازب ثم يغزله النساء وتصنع منه الحبال لخياطة المراكب، وتحمل إلى الصين والهند واليمن، وهو خير من القنب وبهذه الحبال تخاط مراكب الهند واليمن، لأن ذلك البحر كثير الحجارة فإن كان المركب مسمّرا بمسامير الحديد صدم الحجارة فانكسر، وإذا كان مخيطا بالحبال أعطى الرطوبة فلم ينكسر.
وصرف أهل هذه الجزائر الودع وهو حيوان يلتقطونه في البحر، ويضعونه في حفر هنالك فيذهب لحمه ويبقى عظمه أبيض ويسمون المائة منه: سياه، بسين مهمل وياء آخر الحروف، ويسمّون السبعمائة منه: الفال، بالفاء، ويسمون الاثنى عشر الفا منه: الكتّى، بضم الكاف وتشديد التاء المعلوة، ويسمون المائة الف منه بستوا «١٨٩» بضم الباء الموحدة والتاء المعلوة وبينهما سين مهمل، ويباع بها بقيمة أربعة بساتي بدينار من الذهب وربما رخص حتى يباع عشر بساتي منه بدينار ويبيعونه من أهل بنجالة بالأرز، وهو أيضا صرف أهل بلاد بنجالة، ويبيعونه من أهل اليمن فيجعلونه عوض الرمل في مراكبهم، وهذا الودع أيضا هو صرف السودان في بلادهم «١٩٠» ، رأيته يباع بمالي وجوجو «١٩١» بحساب الف ومائة وخمسين للدينار الذّهبي.
[ذكر نسائها]
ونساؤها لا يغطين رؤوسهن ولا سلطانتهم تغطي رأسها ويمشطن شعورهن ويجمعنها إلى جهة واحدة «١٩٢» ، ولا يلبسن أكثرهن إلا فوطة واحدة تسترها من السرة إلى أسفل وسائر أجسادهن مكشوف، وكذلك يمشين في الأسواق وغيرها.