بها الفقراء المنقطعون إلى الله المتوكلون عليه، وإذا جف الماء في جوانب هذا الحوض زرع فيها قصب السكر والخيار والقتاء والبطيخ الأخضر «٩٣» والأصفر وهو شديد الحلاوة صغير الجرم.
وفيما بين دهلي ودار الخلافة حوض الخاصّ «٩٤» ، وهو أكبر من حوض السلطان شمس الدين وعلى جوانبه نحو أربعين قبة ويسكن حوله أهل الطرب. وموضعهم يسمى طرب آباد، ولهم سوق «هناك من أعظم الأسواق ومسجد» جامع ومساجد سواه كثيرة.
وأخبرت أن النساء المغنيات الساكنات هناك يصلين التراويح في شهر رمضان بتلك المساجد مجتمعات ويؤم بهن الأئمة، وعددهن كثير، وكذلك الرجال المغنّون، ولقد شاهدت الرجال أهل الطرب في عرس الأمير سيف الدين غدا ابن مهنّى لكل واحد منهم مصلّى تحت ركبته فإذا سمع الآذان قام فتوضأ وصلّى.
[ذكر بعض مزاراتها]
فمنها قبر الشيخ الصالح قطب الدين بختيار الكعكي «٩٥» ، وهو ظاهر البركة كثير التعظيم، وسبب تسمية هذا الشيخ بالكعكي أنه كان إذا أتاه الذين عليهم الدّيون شاكين من الفقر أو القلة أو الذين لهم البنات ولا يجدون ما يجهزونهن به إلى أزواجهن يعطى من أتاه منهم كعكة من الذهب أو من الفضة، حتى عرف من أجل ذلك بالكعكي، رحمه الله، ومنها قبر الفقيه الفاضل نور الدين الكرلاني، بضم الكاف وسكون الراء، والنون، ومنها قبر الفقيه علاء الدين الكرماني «٩٦» نسبة إلى كرمان، وهو ظاهر البركة ساطع النور ومكانه يظهر قبلة المصلّي، وبذلك الموضع قبور رجال صالحين كثير، نفع الله تعالى بهم.