على قاعدة كفّار الهنود فإنهم لا يجيزون ذبحها، وجزاء من ذبحها عندهم أن يخاط في جلدها ويحرق! وهم يعظمون البقر ويشربون أبوالها للبركة والاستشفاء إذا مرضوا، ويلطخون بيوتهم وحيطانهم بأرواثها، وكان ذلك ممّا بغّض خسرو خان إلى المسلمين وأمالهم عنه إلى تغلق، فلم تطل مدة ولايته، ولا امتدّت ايام ملكه، كما سنذكره.
[ذكر السلطان غياث الدين تغلق شاه]
وضبط اسمه بضم التاء المعلوة وسكون الغين المعجم وضم اللام وآخره قاف، حدّثني الشيخ الامام الصالح العالم العامل العابد ركن الدين ابن الشيخ الصالح شمس الدين أبي عبد الله بن الولي الإمام العالم العابد بهاء الدين زكرياء القرشي الملتاني، بزاويته منها، أنّ السلطان تغلق كان من الأتراك المعروفين بالقرونة «٧٠» ، بفتح القاف والراء وسكون الواو وفتح النون، وهم قاطنون بالجبال التي بين بلاد السند والترك، وكان ضعيف الحال، فقدم بلاد السند في خدمة بعض التّجار. وكان كلوانيا له، والكلواني، بضم الكاف المعقودة هو راعي الخيل، وذلك على أيام السلطان علاء الدين، وأمير السند إذ ذاك أخوه أولو خان «٧١» ، بضم الهمزة واللام، فخدمه تغلق وتعلّق بجانبه فرتّبه في البيادة «٧٢» ، بكسر الباء الموحدة وفتح الياء آخر الحروف، وهم الرّجالة، ثم ظهرت نجابته فأثبت في الفرسان، ثم كان من الامراء الصّغار وجعله أولو خان أمير خيله، ثم كان بعد من الأمراء الكبار وسمّى بالملك الغازي.
ورأيت مكتوبا على مقصورة الجامع بملتان، وهو الذي أمر بعملها: إنّي قاتلت التتر تسعا وعشرين مرة فهزمتهم فحينئذ سمّيت بالملك الغازي «٧٣» .
ولما ولى قطب الدين ولّاه مدينة دبال بور وعمالتها، وهي بكسر الدال المهمل وفتح الباء الموحدة، وجعل ولده الذي هو الآن سلطان الهند أمير خيله، وكان يسمى جونة، بفتح الجيم