يسمّى الألفي «٤٨» ، لأن السلطان اشتراه بألف تنكة، وهي ألفان وخمسمائة من دنانير المغرب «٤٩» ، فوشى إلى السلطان بما اتّفقوا عليه، فقال لخواصّه: إذا دخل عليّ سنجر فإنّي معطيه ثوبا، فإذا لبسه فأمسكوا بأكمامه واضربوا به الأرض وأذبحوه، فلما دخل عليه فعلوا ذلك وقتلوه! وكان خضر خان غائبا بموضع يقال له سندبت «٥٠» على مسيرة يوم من دهلي، توجّه لزيارة شهداء مدفونين به لنذر كان عليه أن يمشي تلك المسافة راجلا ويدعو لوالده بالراحة، فلما بلغه أنّ أباه قتل خاله حزن عليه حزنا شديدا ومزّق جيبه، وتلك عادة لأهل الهند يفعلونها إذا مات لهم من يعزّ عليهم، فبلغ والده ما فعله، فكره ذلك فلما دخل عليه عنّفه ولامه، وأمر به فقيّدت يداه ورجلاه وسلّمه لملك نايب المذكور، وأمره أن يذهب به إلى حصن كاليور «٥١» ، وضبطه بفتح الكاف المعقودة وكسر اللام وضم الياء آخر الحروف وآخر راء، ويقال له أيضا كيالير بزيادة ياء ثانية، وهو حصن منقطع بين كفّار الهنود منيع على مسيرة عشر من دهلى، وقد سكنته أنا مدّة فلما أوصله إلى هذا الحصن سلّمه للكتوال وهو أمير الحصن، وللمفردين «٥٢» وهم الزّماميّون «٥٣» وقال لهم: لا تقولوا: هذا ابن السلطان فتكرموه، إنّما هو أعدى عدوّ له فاحفظوه كما يحفظ العدوّ! ثمّ إنّ المرض اشتدّ بالسلطان، فقال لملك نايب ابعث من ياتي بابني خضر خان لأولّيه العهد، فقال له: نعم وماطله بذلك، فمتى سأله عنه، قال هو ذا يصل إلى أن توفى السلطان، رحمه الله.
[ذكر ابنه السلطان شهاب الدين]
ولما توفي السلطان علاء الدين أقعد ملك نايب ابنه الأصغر شهاب الدين على سرير