لما مات هذا القاضي بملتان كتب صاحب الخبر «٧٨» بأمره إلى السلطان ملك الهند، وأنه قدم برسم بابه فأخترم دون ذلك، فلمّا بلغ الخبر إلى الملك أمر أن يبعث إلى أولاده عدد من آلاف الدنانير، لا أذكره الآن، وأمر أن يعطي لأصحابه ما كان يعطي لهم لو وصلوا معه وهو بقيد الحياة.
ولملك الهند في كل بلد من بلاده صاحب الخبر يكتب له بكل ما يجري في ذلك البلد من الأمور وبمن يرد عليه من الواردين، وإذا أتى الوارد كتبوا من أي البلاد ورد، وكتبوا اسمه ونعته وثيابه وأصحابه وخيله وخدامه وهيئته من الجلوس والماكل وجميع شؤونه وتصرفاته، وما يظهر منه من فضيلة أو ضدها فلا يصل الوارد إلى الملك إلا وهو عارف بجميع حاله فتكون كرامته على مقدار ما يستحقه! وسافرنا من سمرقند فاجتزنا ببلدة نسف «٧٩» ، وإليها ينسب أبو حفص عمر النسفي «٨٠» مؤلف كتاب المنظومة في المسائل الخلافية بين الفقهاء الأربعة «٨١» رضي الله عنهم. ثم وصلنا إلى مدينة ترمذ «٨٢» التي ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي «٨٣» ، مؤلف الجامع الكبير في السنن، وهي مدينة كبيرة حسنة العمارة والأسواق