ففرّقه في أصحابه ووصل إلى الدّويقير فأذعن له سلطانها بالطاعة ومكّنه من المدينة من غير حرب، وأهدى له هدايا عظيمة فرجع إلى مدينة كرا، ولم يبعث إلى عمّه شيئا من الغنائم فأغرى النّاس عمّه به، فبعث عنه فامتنع من الوصول اليه، فقال السلطان جلال الدين: أنا أذهب إليه واتي به فإنه محلّ ولدي، فتجهّز في عساكره وطوى المراحل حتى حلّ بساحل مدينة كرا حيث نزل السلطان معز الدين لما خرج إلى لقاء أبيه ناصر الدين، وركب النهر برسم الوصول إلى ابن أخيه وركب ابن أخيه أيضا في مركب ثان عازما على الفتك به وقال لأصحابه: إذا أنا عانقته فاقتلوه، فلما التقيا وسط النهر عانقه ابن أخيه، وقتله أصحابه كما وعدهم واحتوى على ملكه وعساكره «٤١» .
[ذكر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي.]
ولما قتل عمّه استقلّ بالملك وفرّ إليه أكثر عساكر عمه وعاد بعضهم إلى دهلي واجتمعوا على ركن الدين «٤٢» وخرج إلى دفاعه فهربوا جميعا إلى السلطان علاء الدين وفرّ ركن الدين إلى السند ودخل علاء الدين دار الملك واستقام له الأمر عشرين سنة، وكان من خيار السلاطين، وأهل الهند يثنون عليه كثيرا، وكان يتفقّد أمور الرعيّة بنفسه ويسئل عن أسعارهم، ويحضر المحتسب «٤٣» ، وهم يسمونه الرئيس في كلّ يوم برسم ذلك، ويذكر أنه سأله يوما عن سبب غلاء اللّحم، فأخبره أن ذلك لكثرة المغرم على البقر في الرّتب، فأمر برفع ذلك وأمر باحضار التّجار وأعطاهم الأموال، وقال لهم: اشتروا بها البقر والغنم وبيعوها ويرتفع ثمنها لبيت المال، ويكون لكم أجرة على بيعها، ففعلوا ذلك، وفعل مثل هذا في الأثواب التي يوتي بها من دولة أباد.
وكان إذا غلا ثمن الزّرع فتح المخازن وباع الزّرع حتّى يرخص السعر، ويذكر أنّ السعر ارتفع ذات مرة فأمر ببيع الزرع بثمن عيّنه فامتنع الناس من بيعه بذلك الثمن فأمر أن