حدثني الفقيه الإمام العلامة قاضي القضاة بالهند والسند كمال الدين محمد بن البرهان الغزنوي «١» ، الملقّب بصدر الجهان، أن مدينة دهلي افتتحت من أيدي الكفار في سنة أربع وثمانين وخمسمائة «٢» ، وقد قرأت أنا ذلك مكتوبا على محراب الجامع الأعظم بها، وأخبرني أيضا أنها افتتحت على يد الأمير قطب الدين أيبك «٣» ، واسمه بفتح الهمزة وسكون الياء، آخر الحروف، وفتح الباء الموحدة، وكان يلقب سپاه سالار، ومعناه مقدّم الجيوش، وهو أحد مماليك السلطان المعظم شهاب الدين محمد بن سام الغوري، ملك غزنة وخراسان «٤» المتغلب على ملك ابراهيم «٥» بن السلطان الغازي محمود بن سبكتيكين الذي ابتدأ فتح الهند.
وكان السلطان شهاب الدين المذكور بعث الأمير قطب الدين بعسكر عظيم ففتح الله عليه مدينة لاهور «٦» وسكنها وعظم شأنه، وسعي به إلى السلطان وألقى إليه جلساؤه أنه