مدينة سنركاوان، وهي منيعة «٣٠٧» ، فبعث السلطان بالعساكر إلى حصاره فخاف أهلها على أنفسهم فقبضوا على شيدا وبعثوه إلى عسكر السلطان، فكتبوا إليه بأمره، فأمرهم أن يبعثوا له رأسه فبعثوه، وقتل بسببه جماعة كبيرة من الفقراء.
ولما دخلت سدكاوان، لم أر سلطانها ولا لقيته لأنه مخالف على ملك الهند فخفت عاقبة ذلك، فسافرت من سدكاوان بقصد جبال كامرو، وهي بفتح الكاف والميم وضم الراء، وبينها وبين سدكاوان مسيرة شهر «٣٠٨» .
وهي جبال متسعة متصلة بالصين وتتصل أيضا ببلاد التّبّت «٣٠٩» حيث غزلان المسك.
وأهل هذا الجبل يشبهون الترك، ولهم قوة على الخدمة، والغلام منهم يساوي أضعاف ما يساويه الغلام من غيرهم، وهم مشهورون بمعاناة السّحر، والاشتغال به، وكان قصدي بالمسير إلى هذه الجبال لقاء وليّ من الأولياء بها، وهو الشيخ جلال الدين التّبريزي «٣١٠» .
[ذكر الشيخ جلال الدين.]
وهذا الشيخ من كبار الأولياء وأفراد الرجال، له الكرامات الشهيرة والمآثر العظيمة، وهو من المعمّرين أخبرني، رحمه الله، أنه أدرك الخليفة المستعصم بالله العباسي ببغداد وكان بها حين قتله «٣١١» ، وأخبرني أصحابه بعد هذه المدة أنه مات ابن مائة وخمسين، وأنه