الحرير الأبيض المذهب، ولا يركب بذلك غير السلطان، فيوقف النصف من هذه الخيل عن اليمين والنصف عن الشمال، بحيث يراها السلطان ثم يوتى بخمسين فيلا مزينة بثياب الحرير والذهب مكسوة أنيابها بالحديد إعدادا لقتل أهل الجرائم، وعلى عنق كل فيل فيّاله وبيده شبه الطبرزين من الحديد، يؤدبه به ويقوّمه لما يراد منه «١٢» .
على ظهر كل فيل شبه الصندوق العظيم يسع عشرين من المقاتلة وأكثر من ذلك ودونه، على حسب ضخامة الفيل وعظم جرمه، ويكون في أركان ذلك الصندوق أربعة أعلام مركوزة، وتلك الفيلة معلّمة أن تخدم السلطان وتحط رؤسها فإذا خدمت، قال الحجاب: بسم الله، بأصوات عالية، ويوقف أيضا نصفها عن اليمين ونصفها عن الشمال خلف الرجال الواقفين وكلّ من يأتي الناس المعيّنين للوقوف في الميمنة والميسرة يخدم عند موقف الحجّاب، ويقول الحجاب، بسم الله، ويكون ارتفاع أصواتهم بقدر ارتفاع صيت الذي يخدم فإذا خدم انصرف إلى موقفه من الميمنة أو الميسرة لا يتعداه أبدا. ومن كان من كفار الهنود يخدم، ويقول له الحجاب والنقباء: هداك الله، ويقف عبيد السلطان من وراء الناس كلهم بأيديهم الترسة والسيوف فلا يمكن أحدا الدخول بينهم إلا بين يدي الحجاب القائمين بين يدي السلطان.
[ذكر دخول الغرباء وأصحاب الهدايا إليه:]
وإن كان بالباب أحد ممن قدم على السلطان بهدية دخل الحجاب إلى السلطان على ترتيبهم يقدمهم أمير حاجب ونائبه خلفه، ثم خاص حاجب ونائبه خلفه، ثم وكيل الدار ونائبه خلفه، ثم سيد الحجاب وشرف الحجاب، ويخدمون في ثلاثة مواضع، ويعلمون السلطان بمن في الباب، فإذا أمرهم أن ياتوا به جعلوا الهدية التي ساقها بأيدي الرجال يقومون بها أمام الناس بحيث يراها السلطان ويستدعي صاحبها فيخدم قبل الوصول إلى السلطان ثلاث مرات، ثم يخدم عند موقف الحجاب، فإن كان رجلا كبيرا وقف في صف أمير حاجب، وإلا وقف خلفه، ويخاطبه السلطان بنفسه ألطف خطاب، ويرحب به، وإن كان ممن يستحق التعظيم فإنه يصافحه أو يعانقه، ويطلب بعض هديته، فتحضر بين يديه فإن كانت من السلاح أو الثياب قلّبها بيده، وأظهر استحسانها جبرا لخاطر مهديها وإيناسا له ورفقا به وخلع عليه وأمر له بمال لغسل رأسه «١٣» على عادتهم في ذلك بمقدار ما يستحقه المهدي.