القفصى، «٢١٨» ، ومجلس حكمه بالمدرسة الصّمصامية «٢١٩» . وأما قاضي قضاة الحنفية فهو عماد الدين الحوراني وكان شديد السطوة وإليه يتحاكم النساء وأزواجهن، وكان الرجل إذا سمع اسم القاضي الحنفي أنصف من نفسه قبل الوصول اليه، وأما قاضي الحنابلة فهو الإمام الصالح عز الدين ابن مسلّم «٢٢٠» من خيار القضاة يتصرف على حمار له، ومات بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما لما توجه للحجاز الشريف.
حكاية (الفقيه ابن تيميّة)
وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية «٢٢١» كبير الشأن يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئا! وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم ويعظهم على المنبر، وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي «٢٢٢» ، وقال:
إن هذا الرجل قال: كذا، وعدّد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول؟ قال: لا إلاه إلا الله، فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله، فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواما، وصنف في السجن كتابا