للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنوك الكثيرة يقاتل بها أهل الصين حتى يصالحوه على شيء. وأهل هذه البلاد عبدة أوثان، حسان الصورة، أشبه الناس بالترك في صورهم، والغالب على ألوانهم الحمرة، ولهم شجاعة ونجدة، ونساؤهم يركبن الخيل ويحسّن الرماية ويقاتلن كالرجال سواء، وأرسينا من مراسيهم بمدينة كيلوكري، وضبطها بكاف مفتوح وياء آخر الحروف مسكنة ولام مضموم وكاف مفتوح وراء مكسور، وهي من أحسن مدنهم وأكبرها «٢٦» وكان يسكن بها ابن ملكهم «٢٧» ، فلما أرسينا بالمرسي جاءت عساكرهم ونزل الناخوذة إليهم، ومعه هدية لابن الملك، فسألهم عنه، فأخبروه أن أباه ولّاه بلدا غيره، وولى بنته بتلك المدينة واسمها أردجا «٢٨» بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهمل وجيم.

[ذكر هذه الملكة]

ولما كان اليوم الثاني من حلولنا بمرسى كيلوكري استدعت هذه الملكة الناخودة صاحب المركب، والكراني «٢٩» وهو الكاتب، والتجار والرؤساء، والتّنديل وهو مقدم الرجال «٣٠» ، وسپاه سالار وهو مقدم الرماة، لضيافة صنعتها لهم على عادتها ورغب الناخودة مني أن أخضر معه، فأبيت لأنهم كفار لا يجوز أكل طعامهم فلما حضروا عندها، قالت لهم: هل يقى أحد منكم لم يحضر؟ فقال لها الناخودة: لم يبق إلا رجل واحد بخشى،

<<  <  ج: ص:  >  >>