ونصف «٥١» ، وعفى عن عين الملك وعفى أيضا عن نصرة خان القائم ببلاد التّلنك وجعلهما معا على عمل واحد، وهو النظر على بساتين السلطان وكساهما وأركبهما، وعيّن لهما نفقة من الدقيق واللحم في كلّ يوم! وبلغ الخبر بعد ذلك أن أحد أصحاب قطلوخان وهو عليّ شاه كر «٥٢» ، ومعنى كر الأطرش خالف على السلطان وكان شجاعا حسن الصورة والسيرة فغلب على بدركوت وجعلها مدينة ملكه وخرجت العساكر إليه وأمر السلطان معلّمه أن يخرج إلى قتاله فخرج في عساكر عظيمة وحصره ببدركوت ونقبت أبراجها واشتدّت به الحال فطلب الأمان فأمّنه قطلوخان، وبعث به إلى السلطان مقيّدا فعفا عنه ونفاه إلى مدينة غزنة من طرف خرسان، فأقام بها مدّة ثمّ اشتاق إلى وطنه فأراد العودة اليه لما قضاه الله من حينه، فقبض عليه ببلاد السند وأوتى به السلطان، فقال له: إنّما جئت لتثير الفساد ثانية وأمر به فضربت عنقه.
[ذكر فرار أمير بخت وأخذه]
وكان السلطان قد وجد على أمير بخت «٥٣» الملقّب بشرف الملك أحد الذين وفدوا معنا على السلطان فحطّ مرتّبه من أربعين ألفا إلى ألف واحد، وبعثه في خدمة الوزير إلى دهلي، واتّفق أن مات أمير عبد الله الهرويّ في الوباء بالتّلنك، وكان ماله عند أصحابه بدهلي، فاتّفقوا مع أمير بخت على الهروب فلمّا خرج الوزير من دهلي إلى لقاء السلطان هربوا مع أمير بخت وأصحابه ووصلوا إلى أرض السّند في سبعة أيّام، وهي مسيرة أربعين يوما.
وكانت معهم الخيل مجنوبة وعزموا على أن يقطعوا نهر السند عوما، ويركب أمير بخت وولده ومن لا يحسن العوم في معدّية قصب يصنعونها، وكانوا قد اعدّوا حبالا من الحرير برسم ذلك فلمّا وصلوا إلى النهر خافوا من عبوره بالعوم فبعثوا رجلين منهم إلى جلال الدّين صاحب مدينة أوجة «٥٤» ، فقالا له: إنّ هاهنا تجارا أرادوا أن يعبروا النهر، وقد