للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد هذا الكلام استحضرني السلطان للطعام ولا علم عندي بما جرى، فلمّا خرجت قال لي السيّد ناصر الدين: اشكر للملك دولة شاه، وقال لي الملك دولة شاه: أشكر لخذاوند زادة! وفي بعض تلك الأيّام، ونحن مع السلطان في الصيد ركب في المحلّة وكان طريقه على منزلي وأنا معه في الميمنة وأصحابي في الساقة، وكان لي خباء عند السرّاجة فوقف أصحابي عندها وسلّموا على السلطان، فبعث عماد الملك وملك دولة شاه ليسألا: لمن تلك الأخبية والسراجة؟ فقيل لهما: لفلان، فأخبراه بذلك، فتبسّم، فلما كان الغد نفذ الأمر أنّ أعود أنا وناصر الدين مطهّر الأوهري «١٠٨» وابن قاضي مصر وملك صبيح إلى البلد فخلع علينا وعدنا إلى الحضرة.

[ذكر الجمل الذي أهديته للسلطان]

وكان السلطان في تلك الأيّام سألني عن الملك الناصر، هل يركب الجمل فقلت له: نعم يركب المهاري في أيّام الحجّ، فيسير إلى مكة من مصر في عشرة أيّام، ولكن تلك الجمال ليست كجمال هذه البلاد، وأخبرته أن عندي جملا منها فلمّا عدت إلى الحضرة بعثت عن بعض عرب مصر، فصوّر لي صورة الكور الذي تركب المهاري به، من القير، وأريتها بعض النجّارين، فعمل الكور واتقنه وكسوته بالملفّ، وصنعت له ركبا وجعلت على الجمل عباة حسنة وجعلت له خطام حرير.

وكان عندي رجل من أهل اليمن يحسن عمل الحلواء فصنع منها ما يشبه التمر وغيره، وبعثت الجمل والحلواء إلى السلطان وأمرت الذي حملها أن يدفعها على يد ملك دولة شاه، وبعثت له بفرس وجملين، فلمّا وصله ذلك دخل على السلطان، وقال: ياخوند عالم، رأيت العجب قال: وما ذلك؟ قال: فلان بعث جملا عليه سرج! فقال: ائتوا به! فأدخل الجمل داخل السراجة، وأعجب به السلطان، وقال لراجلي: اركبه، فركبه ومشّاه بين يديه، وأمر له بمائتي دينار دراهم وخلعة، وعاد الرجل إليّ فأعلمني فسرّني ذلك، وأهديت له جملين بعد عودته إلى الحضرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>