الياقوت، فمنه الأحمر ومنه الأصفر ومنه الأزرق ويسمونه النّيلم «٢٥٣» ، بفتح النون واللام وسكون الياء آخر الحروف.
وعادتهم أن ما بلغ ثمنه من أحجار الياقوت إلى مائة فنم، بفتح الفاء والنون، فهو للسلطان يعطي ثمنه وياخذه وما نقص عن تلك القيمة فهو لأصحابه، وصرف مائة فنم ستة دنانير من الذهب.
وجميع النساء بجزيرة سيلان لهن القلائد من الياقوت الملون ويجعلنه في أيديهن وأرجلهن عوضا من الأسورة والخلاخيل «٢٥٤» ، وجواري السلطان يصنعن منه شبكة يجعلنها على رؤوسهن، ولقد رأيت على جبهة الفيل الأبيض «٢٥٥» سبعة أحجار منه، كل حجر أعظم من بيضة الدجاجة، ورأيت عند السلطان أيري شكروتي سكرجة على مقدار الكف من الياقوت، فيها دهن العود فجعلت أعجب منها فقال إن عندنا ما هو أضخم من ذلك.
ثم سافرنا من كنكار «٢٥٦» فنزلنا بمغارة تعرف باسم أسطا محمود اللّوري، بضم اللام، وكان من الصالحين، واحتفر تلك المغارة في سفح جبل عند خور صغير هنالك، ثم رحلنا عنها ونزلنا بالخور المعروف بخور بوزنة «٢٥٧» ، بالباء الموحدة وواو ونون وهاء، وبوزنة:
هي القرود.
[ذكر القرود]
والقرود بتلك الجبال كثيرة جدّا وهي سود الألوان لها أذناب طوال ولذكورها لحى كما هي للآداميين «٢٥٨» ، وأخبرني الشيخ عثمان وولده وسواهما أنّ هذه القرود لها مقدم تتبعه