وهو السلطان الملك الظاهر «٩» ، من فضلاء الملوك وكرمائهم، شافعي المذهب، محبّ في الفقهاء، يحضرون مجلسه للقراءة والمذاكرة، وهو كثير الجهاد والغزو، ومتواضع يأتي إلى صلاة الجمعة ماشيا على قدميه، وأهل بلاده شافعية محبون في الجهاد، يخرجون معه تطوعا، وهم غالبون على من يليهم من الكفار، والكفار يعطونهم الجزية على الصلح.
[ذكر دخولنا إلى داره وأحسانه إلينا]
ولما قصدنا إلى دار السلطان وجدنا بالقرب منه رماحا مركوزة عن جانبي الطريق هي علامة على نزول الناس فلا يتجاوزها من كان راكبا، فنزلنا عندها ودخلنا المشور فوجدنا نائب السلطان وهو يسمّى عمدة الملك، فقام الينا وسلّم علينا وسلامهم بالمصافحة، وقعدنا معه، وكتب بطاقة إلى السلطان يعلمه بذلك وختمها ودفعها لبعض الفتيان، فأتاه الجواب على ظهرها، ثم جاء أحد الفتيان ببقشة، والبقشة: بضم الباء الموحدة وسكون القاف وفتح الشين المعجم، هي السّبنية، فأخذها النائب بيده وأخذ بيدي وأدخلني دويرة يسمونها فردخانة على وزن زردخانة «١٠» ، إلا أن أولها فاء وهي موضع راحته بالنهار، فان العادة أن ياتي نائب السلطان إلى المشور بعد الصبح ولا ينصرف إلا بعد العشاء الآخرة، وكذلك