وقد طبع هذا" المنتخب" في القاهرة أواخر ربيع الأول ١٢٧٨- ١٨٦١ على نفقة أحمد أفندي الأزهري بتصحيح الشيخ علي المخللاتي، ويقع في ٧٩ صفحة، ولذلك يعرف هذا" المنتخب" باسم منتخب الأزهري، وتعتبر أيضا في عداد المخطوطات. ونرى كذلك من المفيد أن نورد ما جاء في مقدمة (المنتخب) فيما يلي:
" ... وبعد فهذا ما" انتخبته" من مختصر رحلة الإمام العالم الرحّال السايح في البلاد أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة المغربي المعروف في البلاد المشرقية بالشيخ شمس الدين، وهو الذي طوّف الآفاق معتبرا، وطوى الأمصار مختبرا وباحث فرق الأمم، وسير العرب والعجم، التي اختصرها وضبط مشكل ألفاظها الشيخ الامام العلامة محمد بن محمد بن أحمد ابن جزي الكلبي المغربي باشارة أمير المؤمنين المتوكل على الله سلطان الحضرة الفاسية ... "
٣١- نسخة ضومباي النّمساوي؟
لقد وردت الإشارة إلى هذه النسخة ضمن رسالة بعثها بتاريخ ٢٦ محرم ١٢٠٠- ٢٩ نونبر ١٧٨٥ أحد النساخ المغاربة إلى الديبلوماسي النمساوي ضومباي الذي كان يعمل بسفارة النمسا بطنجة، وكان يهتم باقتناء المخطوطات ... في هذه الرسالة يخبر الناسخ المغربي زميله بأن رحلة ابن بطوطة الصغيرة كملت ودفعت للسفّار أي المجلّد، فماذا عن هذه النسخة" الصغيرة" وهل هي عمل جديد غير" المنتقي" و" المنتخب"«٢٦» ؟
وهكذا نستشفّ من خلال كلّ هذا أن هناك اهتماما زائدا بالرّحلة عبر العصور سواء من لدن الحكام أو من لدن العلماء والمثقفين بحيث إنه لم تخل فترة من الفترات دون أن نجد فيها أثرا للرحلة نسخا أو بيعا أو شراء ... بل إنّنا كنا نلاحظ في بعض الأحيان أن تواريخ النّسخ تتقارب فيما بينها، ومعنى هذا أن هناك طلبا متواليا على الرحلة من طرف هواتها والمعجبين بها، من طرف الذين وجدوا فيها ما يرضي استطلاعهم ويزيد في معلوماتهم عن عالم العروبة والإسلام ...