وبتنا به وتركت فيه الجواري وبعض الغلمان والاصحاب ووصلنا في اليوم الثاني إلى محلة السلطان.
[ذكر سلطان بلاد المعبر]
وهو غياث الدين الدامغاني، وكان في أول أمره فارسا من فرسان الملك مجير «٢٧٤» بن أبي الرجا أحد خدام السلطان محمد، ثم خدم الأمير حاجي بن السيد السلطان جلال الدين ثم ولى الملك، وكان يدعى سراج الدين قبله، فلما ولى تسمّى غياث الدين، وكانت بلاد المعبر تحت حكم السلطان محمد ملك دهلي، ثم ثار بها صهري الشريف جلال الدين أحسن شاه «٢٧٥» ، وملك بها خمسة أعوام، ثم قتل وولّي أحد أمرائه، وهو علاء الدين أديجي «٢٧٦» بضم الهمزة وفتح الدال المهمل وسكون الياء آخر الحروف وكسر الجيم، فملك سنة ثم خرج إلى غزو الكفار فأخذ لهم أموالا كثيرة وغنائم واسعة وعاد إلى بلاده، وغزاهم في السنة الثانية فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة.
واتفق يوم قتله لهم أن رفع المغفر عن رأسه ليشرب فأصابه سهم غرب، فمات من حينه فولّوا صهره قطب الدين «٢٧٧» ثم لم يحمدوا سيرته فقتلوه بعد أربعين يوما وولى بعده السلطان غياث الدين «٢٧٨» وتزوج بنت السلطان الشريف جلال الدين التي كنت متزوجا أختها بدهلي.