للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وصلنا في أول جمادى الأولى «١» إلى مدينة الاسكندرية، حرسها الله، وهي الثغر المحروس، والقطر المأنوس، العجيبة الشان، الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها، ولطفت معانيها، وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها، فهي الفريدة تجلّى سناها، والخريدة تجلّى في حلاها، الزاهية بجمالها المغرب، الجامعة لمفترق المحاسن لتوسطها بين المشرق والمغرب، فكلّ بديعة بها اجتلاؤها، وكل طرفة فإليها انتقاؤها، وقد وصفها الناس فأطنبوا، وصنفوا في عجائبها فأغربوا «٢» ، وحسب المتشوف إلى ذلك، ما سطره أبو عبيد في كتاب المسالك «٣» .

[ذكر أبوابها ومرساها]

ولمدينة الاسكندرية أربعة أبواب باب السّدرة وإليه يشرع طريق المغرب، وباب رشيد «٤» ، وباب البحر، والباب الأخضر، وليس يفتح الا يوم الجمعة فيخرج الناس منه إلى زيارة القبور ولها المرسى العظيم الشأن، ولم أر في مراسي الدنيا مثله إلا ما كان من مرسى كولم، وقاليقوط ببلاد الهند، ومرسى الكفار بسرداق ببلاد الاتراك، ومرسى الزيتون ببلاد الصين «٥» وسيقع ذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>