القاضي، ومن نوابه فخر الدين القبطي، كان والده من كتاب القبط، وأسلم ومنهم جمال الدين ابن جملة «٢٢٨» ، وقد تولى قضاء قضاة الشافعية بعد ذلك وعزل لامر أوجب عزله.
حكاية [الشيخ ظهير الدّين وقاض القضاة]
كان بدمشق الشيخ الصالح ظهير الدين العجمي، وكان سيف الدين تنكيز ملك الأمراء يتتلمذ له ويعظمه، فحضر يوما بدار العدل عند ملك الأمراء وحضر القضاة الأربعة، فحكى قاضي القضاة جمال الدين ابن جملة حكاية، فقال له ظهير الدين: كذبت! فأنف القاضي من ذلك وامتعض له، فقال للأمير: كيف يكذبني بحضرتك؟ فقال له الأمير؟: احكم عليه وسلّمه إليه، وظنه أنه يرضى بذلك، فلا يناله بسوء فأحضره القاضي بالمدرسة العادلية وضربه مائتي سوط، وطيف به على حمار في مدينة دمشق، ومنادي ينادي عليه، فمتى فرغ من ندائه ضربه على ظهره ضربة! وهكذا العادة عندهم، فبلغ ذلك ملك الامراء فأنكره أشد الإنكار وأحضر القضاة والفقهاء، فاجمعوا على خطإ القاضي وحكمه بغير مذهبه، فإن التعزيز عند الشافعي لا يبلغ به الحد «٢٢٩» ، وقال قاضي القضاة المالكية شرف الدين: قد حكمت بتفسيقه فكتب إلى الملك الناصر بذلك فعزله. وللحنفية مدارس كثيرة وأكبرها مدرسة السلطان نور الدين «٢٣٠» وبها يحكم قاضي القضاة الحنفية. وللمالكية بدمشق ثلاث مدارس إحداها الصمصامية «٢٣١» ، وبها سكن قاضي القضاة المالكية وقعوده للأحكام، والمدرسة