فنشأت عنه فتن عريضة، وكان الملك هوشنج ابن الملك كمال الدين كرك «٣٤» بدولة آباد، وكان بينه وبين السلطان عهد أن لا يبايع غيره أبدا لا في حياته ولا بعد موته، فلمّا أرجف بموت السلطان هرب إلى سلطان كافر يسمّى بربرة يسكن بجبال مانعة بين دولة آباد وكوكن تانه «٣٥» ، فعلم السلطان بفراره وخاف وقوع الفتنة فجدّ السير إلى دولة آباد واقتفى أثر هوشنج وحصره بالخيل، وراسل الكافر أنّ يسلّمه إليه فأبى، وقال: لا أسلّم دخيلى ولو آل بي الأمر لما آل برآي كنبيلة «٣٦» . وخاف هوشنج على نفسه فراسل السلطان وعاهده على أن يرحل السلطان إلى دولة آباد، ويبقى هنالك قطلو خان معلّم السلطان ليستوثق منه هو شنج وينزل إليه على الأمان، فرحل السلطان ونزل هوشنج إلى قطلو خان وعاهده أن لا يقتله السلطان ولا يحطّ منزلته، وخرج بماله وعياله وأصحابه وقدم على السلطان فسرّ بقدومه وأرضاه وخلع عليه.
وكان قطلوخان صاحب عهد يستنيم الناس إليه ويعوّلون في الوفاء عليه، ومنزلته عند السلطان عليّة، وتعظيمه له شديد، ومتى دخل عليه قام له إجلالا فكان بسبب ذلك لا يدخل عليه حتّى يكون هو الذي يدعوه لئلا يتعبه بالقيام له وهو محب في الصّدقات كثير الإيثار مولع بالإحسان للفقراء والمساكين.
ذكر ما همّ به الشريف إبراهيم من الثورة ومآل حاله.
وكان الشريف إبراهيم المعروف بالخريطة دار، هو صاحب الكاغد والأقلام بدار السلطان واليا على بلاد حانسي وسرستي لمّا تحرّك السلطان إلى بلاد المعبر «٣٧» ، وأبوه هو القائم ببلاد المعبر الشريف أحسن شاه، فلمّا أرجف بموت السلطان طمع ابراهيم في السلطنة وكان شجاعا كريما حسن الصورة، وكنت متزوّجا باخته حورنسب، وكانت صالحة تتهجّد بالليل ولها أوراد من ذكر الله عزّ وجلّ، وولدت منّي بنتا، ولا أدري ما فعل الله فيهما، وكانت تقرأ لا كنها لا تكتب، فلمّا همّ ابراهيم بالثورة اجتاز به أمير من امراء السند