إلى جانبه، ففعلت وصلّى صلاة العصر، ثم قرىء بين يديه من كتاب المصابيح «١٢٥» ، وشوارق الأنوار للصاغاني «١٢٦» ، وطالعاه نائباه بما جرى لديهما من القضايا، وتقدّم كبار المدينة للسلام عليه، وكذلك عادتهم معه صباحا ومساء ثم سألني عن حالي وكيفية قدومي وسألني عن المغرب ومصر والشام والحجاز فأخبرته بذلك، وأمر خدّامه فأنزلوني بدويرة صغيرة بالمدرسة «١٢٧» .
وفي غد ذلك اليوم وصل إليه رسول ملك العراق السلطان أبي سعيد وهو ناصر الدين الدّرقندي «١٢٨» من كبار الأمراء خراساني الأصل فعند وصوله اليه نزع شاشيته عن رأسه وهم يسمّونها الكلا، وقبّل رجل القاضي وقعد بين يديه ممسّكا أذن نفسه بيده، وهكذا فعل أمراء التتر عند ملوكهم، وكان هذا الأمير قد قدم في نحو خمسمائة فارس من مماليكه وخدامه وأصحابه، ونزل خارج المدينة ودخل إلى القاضي في خمسة نفر ودخل مجلسه وحده منفردا تأدبا.
حكاية هي السبب في تعظيم هذا الشيخ وهي من الكرامات الباهرة «١٢٩»
كان ملك العراق السلطان محمد خذا بنده قد صحبه في حال كفره فقيه من الرّوافض الإمامية يسمى جمال الدين بن مطهر «١٣٠» ، فلما أسلم السلطان المذكور وأسلمت باسلامه