«١١٦» المزيدة في الحرم، وهي داخلة في البلاط الآخذ في الشمال «١١٧» ويقابلها المقام مع الركن العراقي، وفضاؤها متصل يدخل من هذا البلاط إليه، ويتصل بجدار هذا البلاط مساطب تحت قسّي حنايا يجلس بها المقرؤون والنساخون والخياطون، وفي جدار البلاط الذي يقابله مساطب تماثلها، وسائر البلاطات تحت جداراتها مساطب دون حنايا، وعند باب إبراهيم «١١٨» مدخل من البلاط الغربي فيه سواري جصّية وللخليفة المهدي محمد بن الخليفة أبي جعفر المنصور رضي الله عنهما آثار كريمة في توسيع المسجد الحرام وإحكام بنائه وفي أعلى جدار البلاط الغربي مكتوب: أمر عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين أصلحه الله بتوسعة المسجد الحرام لحاج بيت الله وعمّاره في سنة سبع وستين ومائة «١١٩» .
[ذكر الكعبة المعظمة الشريفة زادها الله تعظيما وتكريما]
والكعبة ماثلة في وسط المسجد وهي بنية مربعة ارتفاعها في الهواء من الجهات الثلاث ثمان وعشرون ذراعا، ومن الجهة الرابعة التي بين الحجر الأسود والركن اليماني تسع وعشرون ذراعا وعرض صفحتها التي من الركن العراقي إلى الحجر الأسود أربعة وخمسون شبرا، وكذلك عرض الصفحة التي تقابلها من الرّكن اليماني إلى الركن الشامي وعرض صفحتها التي من الركن العراقي إلى الركن الشامي، من داخل الحجر ثمانية وأربعون شبرا، وكذلك عرض الصفحة التي تقابلها من الركن الشامي إلى الركن العراقي، وأما خارج الحجر فإنه مائة وعشرون شبرا. والطواف إنما هو خارج الحجر، وبناؤها بالحجارة الصم السمر قد ألصقت بأبدع الإلصاق واحكمه واشده فلا تغيرها الأيام، ولا تؤثر فيها الأزمان، وباب الكعبة المعظمة في الصفح الذي بين الحجر الاسود والركن العراقي، وبينه وبين الحجر الاسود عشرة أشبار، وذلك الموضع هو المسمى بالملتزم حيث يستجاب الدعاء، وارتفاع الباب عن الأرض أحد عشر شبرا ونصف شبر، وسعته ثمانية أشبار، وطوله ثلاثة عشر شبرا، وعرض الحائط الذي ينطوي عليه خمسة أشبار وهو مصفح بصفائح الفضّة، بديع الصنعة وعضادتاه