للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سلطان بلي كسري]

ويسمى دمور خان «١١٠» ، ولا خير فيه، وأبوه هو الذي بنى هذه المدينة وكثرت عمارتها بمن لا خير في مدّة ابنه هذا، والنّاس على دين الملك، ورأيته، وبعث إليّ ثوب حرير، واشتريت بهذه المدينة جارية رومية تسمّى مرغليطة.

ثم سرنا إلى مدينة برصى «١١١» ، وضبط اسمها بضم الباء الموحدة واسكان الراء وفتح الصاد المهمل، مدينة كبيرة عظيمة حسنة الأسواق فسيحة الشوارع تحفّها البساتين من جميع جهاتها والعيون الجارية، وبخارجها نهر ماء شديد «١١٢» الحرارة يصبّ في بركة عظيمة، وقد بنى عليها بيتان: أحدهما للرجال والآخر للنساء، والمرضى يستشفون بهذه الحمّة ويأتون اليها من أقاصي البلاد.

وهنالك زاوية للواردين ينزلون بها ويطعمون مدّة مقامهم وهي ثلاثة أيام، عمّر هذه الزاوية أحد ملوك التركمان، ونزلنا في هذه المدينة بزاوية الفتى أخي شمس الدين «١١٣» من كبار الفتيان، ووافقنا عنده يوم عاشوراء «١١٤» فصنع طعاما كثيرا ودعا وجوه العسكر وأهل المدينة ليلا وأفطروا عنده، وقرأ القرّاء بالأصوات الحسنة، وحضر الفقيه الواعظ مجد الدين القونويّ. ووعظ وذكّر وأحسن، ثم أخذوا في السماع والرقص وكانت ليلة عظيمة الشأن، وهذا الواعظ من الصالحين يصوم الدهر ولا يفطر إلّا في كلّ ثلاثة أيّام ولا يأكل إلا من كدّ يمينه ويقال: إنّه لم يأكل طعام احد قطّ ولا منزل له ولا متاع إلا ما يستتر به ولا ينام إلا في المقبرة، ويعظ في المجالس ويذكّر، فيتوب على يديه في كلّ مجلس الجماعة من الناس، وطلبته بعد هذه الليلة فلم أجده، وأتيت الجبّانة فلم أجده، ويقال: إنّه ياتيها بعد هجوع الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>