الأمير مبارك السمرقنديّ، ثمّ أرن بغا التركيّ «٧٨» ثمّ ملك زادة، ابن اخت خذاوند زادة «٧٩» ، ثمّ بدر الدين الفصّال.
ولمّا دخلنا من الباب الثالث ظهر لنا المشور الكبير المسمّى هزار أسطون ومعنى ذلك ألف سارية «٨٠» ، وبه يجلس السلطان الجلوس العامّ، فخدم الوزير عند ذلك حتّى قرب رأسه من الأرض وخدمنا نحن بالركوع، وأوصلنا أصابعنا إلى الأرض وخدمتنا لناحية سرير السلطان، وخدم جميع من معنا، فلمّا فرغنا من الخدمة صاح النقباء باصوات عالية: بسم الله، وخرجنا.
ذكر وصولنا لدار أمّ السلطان وذكر فضائلها
وامّ السلطان تدعى المخدومة جهان، وهي من أفضل النساء، كثيرة الصدقات عمّرت زوايا كثيرة، وجعلت فيها الطّعام للوارد والصادر وهي مكفوفة البصر، وسبب ذلك انّه لمّا ملك ابنها جاء اليها جميع الخواتين وبنات الملوك والأمراء في أحسن زيّ وهي على سرير الذهب المرصّع بالجوهر فخدمن بين يديها جميعا، فذهب بصرها للحين، وعولجت بأنواع العلاج فلم ينفع.
وولدها أشدّ الناس برورا بها، ومن بروره أنّها سافرت معه مرّة، فقدم السلطان قبلها بمدّة فلمّا قدمت خرج لاستقبالها وترجّل عن فرسه وقبّل رجلها وهي في المحفّة بمرأى من الناس أجمعين.
ولنعد لما قصدناه فنقول: ولمّا انصرفنا عن دار السلطان خرج الوزير ونحن معه إلى باب الصّرف وهم يسمّونه باب الحرم، وهنالك سكنى المخدومة جهان، فلمّا وصلنا بابها نزلنا عن الدوّاب وكلّ واحد منّا قد أتى بهديّة على قدر حاله، ودخل معنا قاضي قضاة المماليك كمال الدّين بن البرهان، فخدم الوزير والقاضي عند بابها، وخدمنا كخدمتهم، وكتب كاتب بابها هدايانا، ثمّ خرج من الفتيان جماعة وتقدّم كبارهم إلى الوزير فكلّموه سرّا ثم