ومن عجائبها أن سلطانتها امرأة، وهي خديجة «١٩٩» بنت السلطان جلال الدين عمر بن السلطان صلاح الدين صالح البنجالي «٢٠٠» ، وكان الملك لجدّها ثم لأبيها، فلما مات أبوها ولي أخوها شهاب الدين «٢٠١» وهو صغير السن فتزوج الوزير عبد الله بن محمد الحضرمي أمّه وغلب عليه، وهو الذي تزوج أيضا هذه السلطانة خديجة بعد وفاة زوجها الوزير جمال الدين، كما سنذكره «٢٠٢» ، فلما بلغ شهاب الدين مبلغ الرجال أخرج ربيبه الوزير عبد الله ونفاه إلى جزائر السويد، واستقل بالملك واستوزر أحد مواليه ويسمى علي كلكي «٢٠٣» ثم عزله بعد ثلاثة أعوام ونفاه إلى السّويد «٢٠٤» ، وكان يذكر عن السلطان شهاب الدين المذكور أنه يختلف إلى حرم أهل دولته وخواصه بالليل! فخلعوه لذلك ونفوه إلى اقليم هلدتني «٢٠٥» وبعثوا من قتله بها، ولم يكن بقى في بيت الملك إلا أخواته خديجة الكبرى