عنده من كبار المسلمين، كأولاد خواجة بهرة «٧٤» ، ومنهم الناخودة ابراهيم له ستة من المراكب مختصة له، ومن هذه المدينة ركبنا البحر.
ذكر ركوبنا البحر «٧٥»
وركبنا في مركب لابراهيم المذكور يسمى الجاكر، بفتح الجيم والكاف المعقودة، وجعلنا فيه من خيل الهدية سبعين فرسا، وجعلنا باقيها مع خيل أصحابنا في مركب لأخي ابراهيم المذكور يسمى منورت، بفتح الميم ونون وواو مد وراء مسكن وتاء معلوة، وأعطانا جالنسي مركبا جعلنا فيه خيل ظهير الدين وسنبل وأصحابهما، وجهز لنا بالماء والزاد والعلف وبعث ولده في مركب يسمى العكيري، بضم العين المهمل وفتح الكاف وسكون الياء وراء، وهو شبه الغراب، الا أنه أوسع منه، وفيه ستون مجذافا ويسقّف حين القتال حتى لا ينال الجذافين شيء من السّهم ولا الحجارة، وكان ركوبي أنا في الجاكر وكان فيه خمسون راميا وخمسون من المقاتلة الحبشة، وهم زعماء هذا البحر، واذا كان بالمركب أحد منهم تحاماه لصوص الهنود وكفارهم.
ووصلنا بعد يومين إلى جزيرة بيرم «٧٦» ، وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة وسكون الياء وفتح الراء، وهي خالية وبينها وبين البر أربعة أميال فنزلنا بها واستقينا الماء من حوض بها، وسبب خرابها أن المسلمين دخلوها على الكفار فلم تعمر بعد! وكان ملك التجار الذي تقدم ذكره أراد عمارتها وبنى سورها، وجعل بها المجانيق وأسكن بها بعض المسلمين.
ثم سافرنا منها ووصلنا في اليوم الثاني إلى مدينة قوقة، وهي بضم القاف الأولى وفتح الثانية، وهي مدينة كبيرة عظيمة الأسواق «٧٧» أرسينا على أربعة أميال منها بسبب