ذكر الخطيب والامام بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلّم تسليما
وكان الامام بالمسجد الشريف في عهد دخولي إلى المدينة بهاء الدين بن سلامة «٥٧» من كبار أهل مصر، وينوب عنه العالم الصالح الزاهد بغية المشايخ عز الدين الواسطي «٥٨» ، نفع الله به، وكان يخطب قبله ويقضي بالمدينة الشريفة سراج الدين عمر المصري «٥٩» .
[حكاية [سراج الدين وحلمه]]
يذكر أن سراج الدّين هذا أقام في خطة القضاء بالمدينة والخطابة بها نحو أربعين سنة، ثم إنه أراد الخروج بعد ذلك إلى مصر فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما في النوم ثلاث مرات، في كلّ مرة ينهاه عن الخروج منها، وأخبره باقتراب أجله فلم ينته عن ذلك، وخرج فمات بموضع يقال له السويس على مسيرة ثلاث من مصر قبل أن يصل اليها، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وكان ينوب عنه الفقيه عبد الله محمد بن فرحون، رحمه الله وابناؤه الآن بالمدينة الشريفة: أبو محمد عبد الله مدرّس المالكية، ونائب الحكم، وأبو عبد الله محمد، وأصلهم من مدينة تونس، ولهم بها حسب وأصالة «٦٠» . وتولى الخطابة والقضاء بالمدينة الشريفة بعد ذلك جمال الدين الأسيوطي «٦١» من أهل مصر وكان قبل ذلك قاضيا بحصن الكرك.